استفحال الأزمة وتدخل المسؤول

في الوقت الذي تشهد فيه منافساتنا الكروية صراعًا محتدماً على الصدارة وفارقاً ضئيلا من النقاط بين الأندية المتتابعة في سلم الترتيب وهو ما يعكس حالة من الانتشاء بين الجماهير ونظرة إيجابية مختلفة لاتساع رقعة المنافسة نجد في المقابل انحدارا سلوكياً في التعاطي مع الإثارة الكروية يتمثل في ثلاثة اتجاهات وهي: الهتافات العنصرية وزيادة التعصب والتراشق الإعلامي مما دعا المسؤولين عن رياضتنا وكبار العقلاء والداعمين لها يجاهدون لنبذ العنف السلوكي والتعصب الزائد عن حده الذي وصل إلى إنشاء الحملات الإلكترونية ومهاجمة المسؤولين والمنافسين وتزييف الحقائق، وما يدل على استفحال هذه الأزمة هو تدخل الرئيس العام لرعاية الشباب وتغريداته حيال هذه التطورات وهذا في حد ذاته لا يكفي حيث إن لغة التهديد بالردع وحدها لن تستطيع إيقاف المتجاوزين ما لم يكن هناك تعامل حازم وخطوات فعلية ملموسة تجتث التعصب المقيت فنحن جميعًا لنا أندية نحبها ونتمنى أن تنتصر إلا أننا لا نخرج وسط هذا الانتماء برمي الآخرين وشتمهم وتشويه صورتهم وما حدث في الآونة الأخيرة هو نذير سوء لما سيحدث في الفترة المقبلة عندما تزداد المنافسات احتدامًا ما لم يقف كل متجاوز عند حده فنحن بحاجة وئام رياضي كروي لا علاقة له بالمنافسة التي تظل حدودها الملعب فقط. ـ نقضت الاستئناف قرار الانضباط بشأن العنصرية ولكنها لم تقلص حجم المخاوف من تردي الأوضاع وزيادة التوتر الجماهيري عندما يلتقي الاتحاد بالهلال مجددًا أو الأهلي بالهلال أو بالنصر وحينها كيف ستتعامل الانضباط مع التجاوزات الجماهيرية بشتى أنواعها وفي نفس الوقت كيف ستعامل جماهير الأندية الكبيرة سواسية في الالتزام بالقرارات والعقوبات أو التخلي عنها بدلا من العرض المسرحي المتكرر الذي يجعل محبي الرياضة يخجلون من التمييز في القرارات والانصياع للضغوط بل إن كثيرًا منهم لم يعد يتابع المنافسات الكروية ليقينه بأن الكرة دانت لمن صوته أعلى خارج الملعب وليس داخله. ـ المستشار القانوني في الأهلي فهد بارباع مكسب كبير لناديه من حيث العمل الجاد والتصدي الناجح للمتجاوزين على حقوق الأهلي واستثماراته وقمصانه، وأجزم بأنه أفضل المستشارين القانونيين بالأندية من حيث العمل والنشاط الملحوظ والحفاظ على حقوق ناديه وليس أدل من تحركاته التي أثمرت عن قيام وزارة التجارة بإيقاف البضائع المقلدة لقمصان الأهلي بفضل الخطابات الموجهة لها من الإدارة القانونية من النادي الأهلي، وهذا الموقف يشكل إضافة رائدة للعمل المنهجي الذي يقوده الخبير الكبير الأمير خالد بن عبدالله على الرغم من اختلاف الإدارات، فطبيعة العمل ومنهجيته لا تتغير بحسب ثوابت النادي وسياسته في التعامل مع الأحداث .. ـ عبدالله العنزي مكسب كبير لحراسة منتخب الوطن قبل النصر إلا أنني أنصح النصراويين أنفسهم بعد أن شاهدتهم يزجون بنجمهم في صراع معنوي مع قيادة المنتخب التدريبية أن يصبروا على اللاعب وعدم اختياره في الفترة الحالية لا يعني أنه أقل إمكانيات من حراس المنتخب الذين يقع عليه الاختيار بل أجزم بأننا على أبواب موهبة تحتاج لخبرة أكبر لتصل إلى مصاف الأفضلية والتميز.