وما زال العرض مستمراً
خرج الأهلي ظهراً وتبعه الشباب مساءً من دوري أبطال آسيا ليكتبا سطرًا جديدًا في صفحة إخفاقات الكرة السعودية التي لا نعلم متى ستستعيد إخضرارها وجمالها وتاريخها المشرق، فلا الأهلي بظروفه وإصابات نجومه كان قادرًا على المرور من نفق الكوريين الصعب في سيئول ولا الشباب استثمر أرضه في تعزيز مكاسب رحلة الذهاب وضاعت الأماني في زحمة التبريرات التي تخرج دومًا في أعقاب العثرات، فهل نلقي اللوم على الإدارات أم على الأجهزة التدريبية أم على أكياس الرمل التي تتحرك على مستطيل أخضر متعرج، فلكل خسارة مسببات وآراء متنوعة تجدها على ألسنة الجماهير وأوراق الصحف وأحاديث القنوات؟ ـ الأهلي ذهب ضحية الظروف التي تكالبت عليه منذ بداية الموسم من إصابات متلاحقة ورؤى فنية وتجديدات إجبارية بسبب الاستغناء عن عناصر كان يمكن أن يكون لها دور في تحسين صورة الفريق ونتائجه، فكلنا نتذكر قبل موسمين أن ما ميز الأهلي هو تنوع أدواته الهجومية ومصادر خطورته التهديفية فتارةً يسجل فيكتور وأخرى الحوسني وتيسير وكماتشو وبالومينو ولكن هذا النبع بدأ في النضوب بتسرب هؤلاء النجوم وإصابات بعضهم حتى بات هذا التجديد يلقي بظلاله على شكل الفريق وأدائه الهجومي إضافة إلى أننا لا يمكننا إلقاء كامل المسؤولية على الجهاز الفني بقيادة بيريرا لكونه جهازا جديدا جاء لتنفيذ رؤية مستقبلية تحتاج إلى الصبر والوقت إلا أن الأدوات الموجودة تحت يده لم تساعده على سرعة وضوح صورة العمل المراد الوصول على نتائجه، فالاستقرار مهم خاصة على صعيد العمل التدريبي ولكن بيئة الكرة لدينا بالذات في الأندية الجماهيرية تجعل من يقوم بهذا العمل تحت ضغط كبير حتى وإن كان الإعلام يحاول في بعض الأحيان تجميل الصورة بطرح واقعي يتلمس الحقيقة ويكشفها بأسلوب تسهل معه طرق العلاج وإن كان الجانب الإداري تعول عليه في مثل هذه المواقف للنقاش مع الجهاز التدريبي وتوضيح بعض الرؤى الغائبة عن المدرب لكونه ما زال جديدًا على المشهد الأهلاوي ويسعى لتنفيذ فكره وهو بحاجة لمن يساعده على تكوين صورة متكاملة عن الفريق منذ البداية وليس في منتصف الطريق أو في نهاية مشوار العلاقة بين الطرفين وأحوج ما يكون عليه جهاز تدريبي جديد هو السماع للآراء قبل الشروع في تنفيذ منهجيته. ـ عندما سئلت عن توقعاتي للقاء سيئول والأهلي قلت إنني أخشى على الأهلي من أخطاء دفاعه وهفوات حراسته وما حدث في لقاء الذهاب تكرر في الإياب جراء ضعف الرقابة والاتكالية علاوةً على الغياب الاضطراري لفيكتور بسبب الإصابة والاعتماد على مهاجمين شباب لا يملكون الخبرة وتملكتهم رهبة الموقف وحساسية المباراة وعدم الاستفادة الحقيقية من إمكانيات تيسير وبرونو سيزار والبصاص بسبب اختلاف المنهجية الفنية حتى الظهيرين منصور الحربي وعلي الزبيدي ظهرا وكأنهما مكبلين لا يستطيعان القيام بأدوارهما الهجومية على الوجه المطلوب. ـ الأهلي ارتاح من إرهاق الآسيوية وبات تركيزه على الدوري والمسابقات المحلية وعليه أن ينسى الخروج الآسيوي والتعاهد على مسح نتائجه المهتزة وتجاوز الظروف لمصالحة الجماهير الغاضبة الطامحة في لقب محلي كبير يعيد إليهم بريق الأمل في رؤية الأهلي الحقيقي صاحب الإمكانات الذي لم يقدم حتى الآن ما يوازي ما وفر له من من قدرات ومحفزات وحتى يعود الأهلي مستقبلاً للآسيوية وهو أفضل حالاً من وضعه الحالي الذي كان ينبئ بخروجه مسبقًا من المنافسة الآسيوية. ـ الشباب خرج من السباق الآسيوي هو الآخر ليس لقوة ضيفه كاشيوا الياباني بل لأن لاعبيه ظنوا أن ما يفصلهم عن التأهل هو الدقائق التسعين دون مجهود وفاجأهم الضيف باستغلال الثغرات الدفاعية وتسيير المباراة كما يريد ويبدو أن برودوم كان مشغولاً بعروض تدريبية في الخليج ولم يبال بالنتيجة ولم يحرك ساكنًا لتلافي الانكسار الشبابي على الرغم من أن الشباب كانت حظوظه أوفر من الأهلي على الأقل للتأهل للدور نصف النهائي من البطولة. ـ ما زلنا بحاجة لسنوات ليعرف لاعبو أنديتنا بأن ما يمارسونه ليس احترافًا وما زلنا بحاجة إلى وقت أطول لتعود كرتنا إلى قمة آسيا.