2013-08-23 | 07:06 مقالات

مزعجة وليست سيئة

مشاركة الخبر      

من حسن حظ مدرب الأهلي فيتور بيريرا أن مواجهة الإياب التي ستجمع فريقه بسيئول الكوري في دور الثمانية لدوري أبطال آسيا تبقى أمامها شهر بعد التعادل الإيجابي الذي آلت إليه مواجهة الذهاب في الشرائع فالكرة لا زالت في ملعبه وملعب اللاعبين لكون الفريق سيخوض عدة جولات في دوري جميل للمجترفين تمكنه من زيادة الحضور الذهني في المباريات الرسمية علاوةً على أن هذه الفترة ستكون بمثابة الفرصة السانحة لإلمام المدرب بإمكانيات اللاعبين بشكل أكبر وهو الذي لم يكمل الشهرين على توليه المهمة بغض النظر عما تحقق على مسرح المواجهات الودية وبطولة الجزيرة فهي لا تمثل سوى تحضيرات ومرحلة اكتشافات بالنسبة للجهاز الفني ويحتاج للوقت كي يطبق منهجيته الكاملة واستراتيجيته الفنية وحتى نكون واقعيين في التقييم ومنصفين في العمل، ولا ألوم جماهير الأهلي فربما جاءت نتيجة الذهاب مزعجة بعض الشيء لهم إلا أن هناك انعكاسات إيجابية خرج بها الأهلي من هذه المباراة وتتمثل في ثقة اللاعبين في قدراتهم وعدم استسلامهم للضغط النفسي الناتج عن الحضور الجماهيري الكبير والطامح في الفوز ولكون هذه المباراة تعد المباراة الرسمية الأولى مقابل فريق خاض تقريبًا نصف مباريات الدوري في بلاده ثم تأتي شجاعة المدرب وشخصيته القوية وأحاديثه المحفزة للاعبين عندما ذكر عقب لقاء الذهاب أن الأهلي سيتأهل من كوريا وأنه سعيد بآداء اللاعبين وكذلك تغييراته الشجاعة التي عجلت بالتعادل ولو كان هناك متسع من الوقت لحقق الأهلي مبتغاه وكسب المباراة لكن شاءت الظروف أن يخرج بهذه النتيجة بعد معاندة الحظ في ثلاث أو أربع فرص محققة أمام المرمى، ورغم أنني أصف تغييرات المدرب وتعامله الفني مع هذه الظروف والضغوطات بأنها مغامرة شجاعة إلا أنني أظن من وجهة نظري أن بقاء برونو سيزار في الملعب وعدم استبداله كان أجدى فهو يملك قدم قوية تستطيع إنقاذ الأهلي في أي لحظة محرجة من التكتلات الدفاعية كالتي واجهها الأهلي أمام سيئول. ـ ملاحظة أخرى على الأهلي في المباراة وهي ليست جديدة وتتمثل في السرحان الدفاعي وعدم التنظيم في منطقة العمق بدليل أن لاعب سيئول ديان سدد الكرة بارتياح ودون مضايقة بمواجهة المرمى الأهلاوي وهذا المشهد ينبغي أن يستعيد لاعبو الدفاع أحداثه بدقة وأن يتنبهوا لخطورة إغفال مهاجم داخل منطقة الجزاء وتركه يتصرف كيفما يشاء سواء في محطات الدوري الحالية أو في لقاء الإياب الذي سيدخله سيئول باحثًا عن ثغرة أخرى يعزز من خلالها مكاسبه، وأجزم بأن الدفاع الذي يقوده لاعب الخبرة أسامة هوساوي على ثقة بإمكانياته ويستوعب التجارب والأخطاء ولديه القدرة على استدراك موقفه وعلاج ثغراته.. ـ وجود المهاجم البرازيلي فيكتور في اللقاء القادم سيشكل إضافة فنية مثالية للفريق الأهلاوي الذي افتقد خدماته في الذهاب فهو لاعب حسم من الطراز الأول وأثبت ذلك في المواسم الماضية التي قضاها مع الأهلي، وعلى فيكتور نفسه أن يعزز تفاؤل محبي الأهلي بتواجده في القائمة الرسمية بحضور إيجابي يؤكد أنه يظل لاعبًا مفيدًا يحضر في الوقت المناسب للإسهام في تحقيق الانتصارات ومن أجل ذلك عليه أن يعمل ويجد ويجتهد ليكون جاهزًا للمشاركة. ـ حذرت في المقال الفائت من خطورة الألعاب النارية وخروجها من المدرجات على النحو الذي نشاهده وبسببه لحقت الغرامات بالنادي، وفي مباراة سيئول انحسرت هذه الظاهرة ولكنها ظهرت وقت هدف الأهلي وقبل بداية المباراة وتكرر هذا الأمر قد يؤدي إلى حرمان الأهلي من اللعب على أرضه متى ما تأهل للدور نصف النهائي من دوري أبطال آسيا فمتى تختفي هذه الظاهرة؟ ـ الممثل الآخر الشباب أظهر قوته وخطورته وفارق أجانبه خارج أرضه وأمام خصم قوي هو كاشيوا الياباني وكسب بتعادله إيجابيًا هناك وتأهله في اعتقادي مسألة وقت لا أكثر طالما أنه يملك الأجانب المميزين وفي مقدمتهم فرناندو وسبق وأن ذكرت بأن الشباب هو أكثر الأندية إعدادًا رغم خسارته البطولة الودية وخسارته من النصر وديًا مؤخرًا فهو يملك أدوات الاستقرار وعدم وجود الضغوط الجماهيرية وهو عامل معنوي مهم يستعيد اللاعب معه تركيزه سريعًا أما برودوم فقد تعرض لانتقادات حادة بسبب ناصر الشمراني وهو الآن يجد مديحًا كبيرًا لعمله ونتائجه والأهم بالطبع العمل والنتائج.