2013-07-05 | 16:03 مقالات

التزوير في أوراق رسمية

مشاركة الخبر      

ـ اعتدت عدم الخوض في دهاليز أي قضية لأتستند إلى حقيقة أو مصدر معني بالأمر، إلا أنني وأنا أجول بناظري في أخبار بعض الصحف لفت انتباهي قضية خطيرة جدًا وخبر صاعق في صحيفة سبق المعروفة والتي لها اسمها ومكانتها، ولولا تلك المكانة لما ألقيت بالاً لخبرها، تقول الصحيفة إن وكيل أعمال لاعب البراعم حمد عبدان لاعب المنتخب السعودي للبراعم قد تقدم ببلاغ إلى مركز شرطة الصحافة شمال الرياض يتهم فيه نادي الشباب بتزوير توقيع وبصمة اللاعب ووالده في الاستمارات الرسمية بالنادي، لاحظوا أن الخبر احتوى عبارة (تزوير توقيع وبصمة) وإلى هذه اللحظة لم أسمع أو اقرأ أي تعليق من نادي الشباب حول هذا الإجراء الكارثي وما إذا كان صمت النادي المطبق يعني صحة الخبر فتلك مصيبة أدهى وأمر امتدادًا لاتهامات طالت هذا النادي وإدارته دون إيضاحات منطقية تقنع الشارع الرياضي، وكان بودي حقيقةً أن نسمع رأي النادي الرسمي في هذه الواقعة تحديدًا كي يبريء ساحته أمام موجة الألسن والأقلام التي بدأت تنتشر وتنتقل من الصحافة الإلكترونية إلى الصحافة الورقية، أما اتحاد الكرة فليسمح لي بأنه لم يتعامل مع القضية كما يجب، فوكيل أعمال اللاعب يقول بملء فيه : (إن اللاعب التحق بالمنتخب عن طريق الحارة منذ عامين ولم يسبق له الالتحاق بأي ناد، وكونه أحد اللاعبين الموهوبين أبدى والده رغبته في تسجيله بنادي الهلال، ولكنه فوجيء عند القيام بهذه الخطوة أنه مسجل بنادي الشباب، ثم توجه لمكتب رعاية الشباب بالوسطى وكانت المفاجأة بتزوير توقيع اللاعب ووالده في كشوفات نادي الشباب، وتم التقدم باعتراض للمسؤولين في اتحاد الكرة منذ أربعة أشهر ولم يصل أي رد)، وزاد الوكيل بأن لاعبًا آخر اسمه فواز المطيري تعرض لنفس الموقف، وطالب الأمير نواف بن فيصل بالتدخل لوقف مثل هذه التجاوزات، وأنا أطالب أيضًا اتحاد الكرة بأن يكون له موقف رسمي بعد تحقيق موسع في قضية لها أربعة أشهر واتخاذ أقصى الإجراءات العقابية تجاه كل من يشوه إجراءات العمل الرسمي ويلجأ للتزوير، أو أن اتحاد الكرة يبريء ساحة نادي الشباب وهذا من حق النادي على اتحاد الكرة في حال ثبوت براءته، أما الصمت من طرف النادي أو اتحاد اللعبة فهو غير مقبول وليس في مصلحة الكرة السعودية التي لن تتطور ما لم يقف جميع المهتمين بنجاحها على السلبيات للقضاء عليها، فتلك القضية ليست سوى امتداد لقضايا تم التحقيق بها وإعلان خطواتها واتخاذ عقوبات بشأنها، وكلنا نتذكر ما يحدث في أندية ريفية على صعيد تسجيل اللاعبين في الفئات السنية في كشوفاتها، وتذكرت لكم وأنا أطرح مثل هذه القضايا الخطيرة دليلاً دامغًا على ضرورة المكاشفة وطرح القضايا بشفافية أمام الرأي العام، ففي مارس 2011 قامت اللجنة الفنية التي يديرها عادل البطي آنذاك بالوقوف على حقيقة تزوير النادي الوطني لاثنين من لاعبيه في درجة الناشئين في مباراتهم أمام الأهلي، وثبت لها بالدلائل حقيقة التزوير، وهنا أشيد باحترافية البطي وقيامه بزيارة تبوك والوقوف على كافة ملابسات القضية من أجل أن يقوم أصحاب مثل هذه الأدوار في اتحاد الكرة حاليًا بواجبهم للقضاء على هذه السلبيات المستمرة منذ سنوات دون أن تجد حلاً، وأتوجه للرجل الرياضي الخلوق والمحنك أحمد عيد بأن يسبر أغوار مثل هذه القضايا وينصف المظلومين فيها سواءً لاعبين أو أندية ومجرد استفحال الأمر وانتشاره إعلاميًا على النحو الذي تابعته في سبق ثم عكاظ، يعني أن تكون سمعة اتحاد الكرة على المحك ما لم يكن صارمًا في كشف المتسبب ووضع الحقائق في نصابها أو تبرئة الأندية في حال كانت إجراءاتها سليمة ، وأعتقد في حالة اللاعب العبدان الذي أراد التسجيل في الهلال ووجد نفسه في الشباب تعبير طريف عن علاقات الأندية ومن كان وراء كشف ملابسات هذه القضية من أجل تسجيله. ـ الخلاصة أن اتحاد أحمد عيد أمام مسؤوليات جسيمة يجب عليه أن يواجهها بشجاعة، فوجود ملف مثل ملف العبدان في أدراج أي مسؤول في اتحاد كرة القدم أو مكتب رعاية الشباب بالرياض دون أي إجراء معناه من وجهة نظر المتابع الرياضي أن هناك من يسعى للملمة الموضوع أو إغلاق ملفه، بينما يرى هذا المتابع أن من أبسط حقوقه أن يعرف تفاصيل التفاصيل وإلا فإنه سيفقد الثقة بعد ذلك في تعامل مسؤولي اللعبة أو مسؤولي اللجان مع أي قضية.