متجر الأهلي وعزاء ابن همام
خطوات الاستثمار داخل الأندية عادةً ما تعكس حصافة فكرها وحسن تدبيرها أو العكس خاصةً في مفاصل الاستثمار الحساسة التي تتعلق بالجمهور، وقد وجدت من خلال انتقال المنافسة بين الأندية الجماهيرية الأربعة الكبيرة إلى خارج المستطيل الأخضر في عملية إدارة الاستثمارات أو التنصل من أعبائها والاكتفاء بنسبة بسيطة من العوائد أن الفكر الاستثماري في النادي الأهلي كان الأكثر إيجابية من الأندية الثلاثة الأخرى بدليل تزايد لهجة العتاب كما قرأت وشاهدت بين الاتحاديين على اكتفاء إدارة النادي بنسبة 15% من عوائد المتجر وترك بقية العوائد للمستثمر الذي قام على المشروع بالإنشاء والإدارة والتشغيل مقارنة بالنادي الأهلي الذي أنشأ مشروعه بنفسه ووفق مخططه ويملك المتجر بكامله مع حصة مئوية للمشغل فقط أي أن خزينته تستقبل ما يقارب ما نسبته 80% تقريبًا من عوائد المتجر الأمر الذي يعكس تباينًا في التخطيط والأهداف بين الأهلي من جهة وأندية الهلال والنصر والاتحاد من جهة أخرى، وهذا المثال يؤكد جليًا حاجة الأندية إلى عدم التسرع في قراراتها الاستثمارية بالاستعانة ببيوت الخبرة والاستشارة لو لزم الأمر لتعطي لها القرار الأصلح وفق دراسات دقيقة، وعودةً لمتجر النادي الأهلي الذي افتتحه الأمير خالد بن عبدالله بالأمس فقد تجاوز كونه متجرًا إلى لوحة تاريخية رياضية ربطت الماضي بالحاضر وجسدت الوفاء لشخصيات رياضية سخرت وقتها وجهدها لهذا الكيان علاوةً على تجاوزه أيضًا لمسألة البيع والشراء إلى لحظة تاريخية ثمينة يستمتع بها المشجع ويتواصل بها مع ناديه ونجمه المفضل بل ويسجل زيارته في لوحة الزيارات .. ـ وبالاستماع للفيلم الوثائقي المصاحب للمشروع فلقد استلهم القائمون على المتجر من واقع إطلاع على المتاجر الخاصة بالأندية العالمية العديد من الأفكار الجاذبة علاوةً على ابتكارهم أفكارًا خاصة تصب جميعها في أن يكون هذا المشروع مختلفًا في جوانب توطيد العلاقة بين الكيان ومحبيه ومثمرًا في بناء جسر من الشراكة الفاعلة التي تحقق أهداف هذا المشروع بأن يكون من أولوياتها توثيق الانتماء وتعزيز العلاقة وهو ما حرص عليه مسئولو النادي في نظرتهم المستقبلية لهذه الشراكة .. وقد تم إنشاء المتجر ليترجم هذه الرؤية المختلفة والخاصة بالنادي الأهلي بإيجاد زوايا تعنى بالتاريخ وأخرى برجالات النادي ونجومه وبطولاته قبل اقتناء ملبوساته ومنتوجاته بما يثري الزائر ويوسع معارفه بأشبه ما يكون بلقاء الأجيال واستعادة الذكريات .. ـ كنت أتوقع فوز الشيخ سلمان آل خليفة بمنصب رئيس الاتحاد الآسيوي لأنه وقت انشغال المجتمعين في لقاء الأردن بالحل التوافقي كان يقوم بجولاته المكوكية لحشد التأييد واستمالة الأصوات ببرنامج انتخابي وكان يجابه الخصوم بلغة هادئة ورزينة تتجلى فيها الحكمة وبعد النظر بغض النظر عمن يدعمه أو يقف في صفه سواءً كان الشيخ أحمد الفهد أو غيره، إلا أنني فوجئت صبيحة الأمس بتصريح محمد بن همام الخطير عندما قال في تغريدات مباشرة عقب حدث إعلان الشيخ سلمان فائزًا بالانتخابات: البقية في حياتك يا آسيا وسيلحق الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالاتحاد الآسيوي لكرة اليد، ويرمي بهذه التغريدة إلى العلاقة التي تجمع سلمان آل خليفة بأحمد الفهد ودور الأخير في فوز الشيخ سلمان وكذلك المشكلات التي عانى منها اتحاد اليد الآسيوي وخشية ابن همام من أن يكون اتحاد كرة القدم الآسيوي نسخة مكررة منه، أما مكانتنا أو فاعليتنا داخل الاتحاد الآسيوي فأخشى أن تتأثر لأن المرشح التوافقي حافظ المدلج سار في ركب السركال وتبنى مواقفه وكنت أتمنى بالفعل أن يجسد الدور التوافقي ويمسك عصا التعاطي مع المرشحين العرب من المنتصف ويكسب الطرفين.