الأهلي يروض مشاعر الإيرانيين
لأول مرة كما يبدو لي يهتف الجمهور الإيراني لفريق سعودي ويحييه على عرضه ومستواه المدهش وينسحب من مدرجاته في وقت مبكر تاركًا فريقه وشعاراته وعباراته الخارجة عن النص، ولأول مرة أرى ردة فعل إيجابية للإيرانيين تجاه هزيمة كبيرة يتلقاها أحد فرقهم أمام فريق سعودي لما للمنافسة الكروية بين الفرق والمنتخبات السعودية والإيرانية من إرث تاريخي، وقد وجدت أن الأهلي لم يروض مشاعر الإيرانيين فحسب بل استمال جميع الألوان المحلية خلفه خارجيًا وهو يلقن سباهان درسًا بالأربعة في فنون كرة القدم استطاع بها تحقيق العلامة الكاملة في جولات الذهاب بانتظار جولات الإياب التي يبدأ الأهلي رحلتها بملاقاة نفس الفريق الأربعاء المقبل ويحتاج فيها لنفس قوة العزيمة من أجل مواصلة المشوار الناجح آسيويًا وعدم الركون لنتائج المرحلة الماضية ولاسيما أن الفريق سيخوض المعترك المقبل على أرضه وبين جماهيره التي كانت عاتبة على الفريق ظهوره الفني غير المقنع محليًا أمام الرائد، وأظن بأن الأهم بالنسبة للأهلي في هذه الفترة هو التخلص من حالة التأرجح في المستويات والنتائج بين المشاركات المحلية والآسيوية وشعور اللاعبين أنفسهم بقيمة إمكانياتهم وقدراتهم وأن عليهم أن يكونوا في أوج العطاء سواءً أمام فريق صغير أو كبير.. ـ غضب جماهير سباهان من خيبة أمل فريقهم الكروي قابلها هنا في الرياض خيبة أمل مماثلة للجماهير الهلالية وفرحة الأهلاويين في اقتناص ثلاث نقاط ثمينة خارج أرضهم أمام فريق قوي قابلها أيضًا شعور مماثل لفريق الاستقلال الإيراني باختطاف نقاط الهلال على أرضه وبين جماهيره إلا أن الهلال لم يفقد الأمل وباستطاعته متى ما وفقت إدارته في إخراج اللاعبين من الإحباط الآسيوي من العودة مرة أخرى للمنافسة واقتناص إحدى بطاقتي التأهل للدور الثاني أما الاتفاق الممثل الآسيوي الرابع فظروفه لا تتيح له الوصول لأبعد من مجرد المشاركة وإمكانياته لا تكشف عن مجال لمقارعته على التأهل إلا أن الاتفاق سيعود يومًا ما لأن يكون واجهة مشرفة لكرة الوطن ومن يسأل على ماذا أستند في هذا الطرح المتعلق بالاتفاق عليه أن يتابع إمكانيات فريق الاتفاق الأولمبي وما يقدمه من مستويات ونتائج في دوري كأس الأمير فيصل بن فهد مما يعني أن هذه الطاقات الشابة ستكون دعامة لاتفاق المستقبل في ظل وجود إدارة الخلوق عبدالعزيز الدوسري أو غير إدارته. ـ نعم طموحاتنا كبيرة آسيويًا ونعلق كثيرًا على مشاركتنا الحالية بعد أن رفع الأهلي سقف الطموح في الموسم الماضي بالوصول للنهائي الكبير في ظل ما نعيشه في هذه السنوات من فروقات فنية وكروية مع عدد من فرق شرق آسيا المتطورة، وعلينا أن نحسب خطواتنا بدقة وأن نعيش كل مرحلة بمعزل عن المرحلة المقبلة فمستقبل المنافسة في الأدوار المقبلة إن وصلت إليها الفرق السعودية ستكون صعبة وتحتاج لتهيئة مثلى فكلنا ندرك تطور كرة شرق آسيا والصرف المادي الكبير والميزانيات الضخمة لفرقها وسأضرب أمثلة لفرق تمشي بخطى متقدمة في البطولة مثل جوانزو إيفر جراند الصيني وبوهانج ستيلرز الكوري وجيونبك هونداي الكوري وكاشيو ريسول الياباني وهي فرق قادرة على المضي بعيدًا في البطولة والمنافسة على تحقيقها، لذا فالأهلي وغيره من أندية بلادي ستكون أمام محك حقيقي إذا ما تجاوزت المراحل الأولية نحو الأدوار النهائية والبطولة اختلفت كثيرًا عن ذي قبل، ففي السابق كانت فرق آسيا وخاصة في الشرق ليست بالقوة التي هي عليها الآن ولم تجد في ذلك الوقت الضخ المالي وحجم الاهتمام الذي تحظى به حاليًا لذا فإن الفريق السعودي الذي سيكسر قاعة التفوق الشرق آسيوي بحاجة إلى أن تكون ظروفه الفنية مماثلة للفرق المنافسة وأن يفعل أدوات الحماس والتركيز والاختيار العناصري الأمثل ليس كما فعل جاروليم بالأهلي في النهائي الماضي أمام أولسان.. ـ النجم البرازيلي برونو سيزار كان علامة بارزة في خط وسط الأهلي أمام سباهان وقبله في مباريات محلية عدة وحصل على نصيب الأسد من الإشادات وهو يتميز بحماسه الكبير وميله للانتصار والتحدي حتى في التدريبات، ولأن الصورة تتحدث فقد أظهرت اللقطات والتغطيات المصورة لرحلة الأهلي إلى أصفهان الإيرانية حالة الوئام الكبيرة بينه وبين طارق كيال مدير إدارة كرة القدم وزملائه اللاعبين وكأنه يرد على التهويل الذي وجده تصرفه وغضبه من استبداله في مباراة الرائد الذي اعتذر بعده عن هذا التصرف لكونه يدرك أنه يلعب لنادٍ محترف ومنظم وقوي إداريًا ولكون ما دفعه لذلك هو حماسه للمشاركة وإحساسه بالقدرة على القيام بعمل إيجابي داخل المستطيل الأخضر.. ـ الملاحظ على أنديتنا مع كل تعثر أو خسارة أو قرار مثل ما حدث في حالة نادي الاتحاد في إبعاد لاعبيه أو الهلال بعد خسارته من الاستقلال أن أسهل أمر يتم المطالبة به من قبل الجماهير هو الاستقالة على طريقة داود الشريان الذي يطالب كل مخطئ سواءً كان وزيرًا أو مديرًا أو مسؤولاً بالاستقالة بغض النظر عن حجم الخطأ وما إذا كان بالفعل يصنف ضمن الأخطاء الكوارثية التي تستوجب العزل ولو طبقنا نظرية الإقصاء لما عمل أحد في الأندية ولا في الرياضة عموماً.