الملكي يحفظ هيبة كرتنا
الصحف السعودية الصادرة صبيحة أمس الخميس عنونت للجولة الآسيوية الأولى ولقاء الأهلي والغرافة نصًا بأن الملكي حفظ ماء وجه الكرة السعودية يوم انكساراتها واستطاع أن يعوض إخفاقات الأندية السعودية سواءً تلك التي سقطت في مستهل مشوار دوري أبطال آسيا وهو بالمناسبة مشوار طويل وستكون نتائجه متباينة أو تلك التي لم يحالفها التوفيق عربيًا أو خليجيًا، وليس جديدًا أن تلقم المهنية الإعلامية في تلك الصحف حجارةً لكل من أراد الخروج عن النص بإنصافها للملكي بعبارة صريحة وأجزم بأنها ليست مجال بحثٍ بقدر ما هو تثبيت لأحقية قامت بها أيضًا سبع صحف سعودية في يوم واحد عقب نهائي الكأس العام الماضي في الوقت الذي كانت تهتف به جماهيره منذ سبع سنوات، بل إن هناك من ذهب ليقرن فوز الملكي في الكامب نو بفوز الملكي الآخر في الشرائع من باب الدافعية والتشجيع والمشابهة ليس إلا، أما إعجاب محللي الجزيرة ومعلقيها بنشيد الأهلي والمنظر المهيب لمؤازرة جماهيره فهو أيضًا ليس بالجديد وقد تواكب مع نظرة ثاقبة تميز الأندية الجماهيرية ذات الفاعلية عن نظيراتها التي لا يشكل الجمهور لها بعدًا إستراتيجيًا وعاملاً معنويًا .. ـ الأهلي قال بعض ما لديه في موقعة الشرائع الآسيوية الأولى إلا أنه لم يفصح عن كل ما يملكه من مستويات وإمكانيات بانتظار خطوات وظروف مواتية تظهر هذا الفريق بما يتوازى وذخيرته وإمكانياته ونظريًا فإن التعامل مع كل مرحلة على حدة يعطي العمل تركيزًا أكبر وعطاءً أفضل فدوري المجموعات الآسيوي هو هدف ثم كل مرحلة من المراحل الآسيوية المتقدمة تعد هدفًا حتى تصل إلى ما تريد من طموحات مع الجزم بأن الأهلي بات أفضل الأندية السعودية إنجازًا الموسم الماضي لتواجده في نهائي دوري أبطال آسيا وغيره إما أنه لم يتواجد نهائيًا أو أنه ودع في إحدى المراحل المتقدمة أو المبكرة، وهذا لا يعني أن الأهلي مكتمل الجاهزية لبلوغ أهدافه فهناك وجه آخر بحاجة للمناقشة والمراجعة والتفصيل لتحسين صورة الفريق وإظهار نقاط قوته بعد اعتراف جاروليم نفسه بأن فريقه افتقد للتركيز في الشوط الأول أمام الغرافة بكثرة التمرير المقطوع وزيادةً على ذلك عدم الفاعلية الهجومية حيث جاء هدف الأهلي الأول من تصويبة البصاص خارج منطقة الجزاء قبل أن يتحسن الفريق هجوميًا في الشوط الثاني ويعزز فيكتور انتصار الفريق ولكنه في المقابل انكشف مرماه أكثر من مرة لمهاجمي الغرافة في هذا الشوط تحديدًا .. ـ ومن هذه الصورة التي أذاعها المدرب ويستحق الشكر على جرأته وشفافيته لا أظن أن الانتصار الآسيوي الأول الذي حققه الملكي سيحجب عن نظر إدارته الأخطاء التي أثرت على استقرار الفريق ولم تمكنه من الاستفادة من تلك القدرات العناصرية المتميزة وهو أمر بات في المتناول الآن حتى والفريق ينتصر ويتجاوز فريقًا صعبًا كالغرافة، فالانتشاء بالفوز الأول آسيويًا لا يعني أن كل شيء على ما يرام في الأهلي فهناك عمل يقدمه جاروليم وهناك في المقابل أعين خبيرة تقيم كل خطوة فنية ومداخلة تكتيكية لا تبخص الرجل حقه إلا أنها لا يمكنها مجاملته على حساب مستقبل فريق ينتظره جولات من المنافسات المحلية والآسيوية على اعتبار أن هناك دروس مستفادة من مشوار الأهلي السابق سواءً على صعيد الدوري المحلي أو الآسيوي في نسخة منقضية وبالتالي فإن المناقشة المستمرة مع الجهاز الفني والاجتماع باللاعبين والتعرف على ما ينقص الفريق في قادم خطواته يعني تفعيل الجانب الإداري إلى جانب العمل الفني ليسير هذان الجانبان في خطين متوازيين لتحقيق هدف أسمى وهو مصلحة فريق كرة القدم الأول بغض النظر عن النتائج، فالفوز حتى وإن تحقق في ظروف معينة يجب تناوله بمعزل عن العاطفة كما أنه لا يجب انتظار الخسارة حتى يتم مناقشة ما الذي يجب وما الذي لا يجب .. ـ الأهلي ظل الوجه المضيء للكرة السعودية في الجولة الآسيوية الأولى بكسبه للغرافة الصعب وسيكون أفضل في الجولات المقبلة متى ما تم توظيف إمكاناته بالشكل الأمثل وإبراز شخصية الفريق وهويته الفنية، فبطولة مثل دوري أبطال آسيا وصل الأهلي إلى ختامها في موسم مضى وكان قريبًا جدًا من كأسها يبدو طريقها الحالي محفوفًا بالمخاطر والصعاب، فهناك فرق سواءً خليجية أو شرق آسيوية دفعت مهر البطولة ووضعتها على رأس أهدافها وفي مقدمة اهتماماتها.