كأس وعمار ديار
ـ أصدقائي الهلاليين والنصراويين في حالة من القلق والتوتر من نهائي كأس ولي العهد اليوم الذي يتجاوز نتيجته فوز أحد الناديين بالكأس الغالية إلى تبعات أخرى وانعكاسات مهمة على الصعيدين الفني والمعنوي ، ففوز الهلال سيضرب عدة عصافير بحجر واحد فهو قد كسب المنافس التقليدي وأخذ من أمامه بطولة وأعاد لنفسه التوازن بعد الهجوم الجماهيري والإعلامي على عمل الإدارة ثم إن فوز الهلال بالبطولة سيعطيه دافعًا نفسيًا كبيرًا في ملاحقة صدارة الفتح ومحاولة الفوز بالدوري في نهاية المطاف ، أما النصر وما أدراك ما النصر هذا الاسم الجميل الغائب عن ساحة البطولات فهو بحاجة أكثر من الهلال لأن يقتنص هذه البطولة ليؤكد عودته لساحة المنافسة وأن مستواه وعناصره قد تطورا بشكل ملحوظ عن الفترة السابقة ، وأجزم بأن حصول النصر على كأس ولي العهد سيكون بمثابة المفتاح الذهبي لمرحلة إيجابية جديدة لهذا النادي وسيقبل على إنجازات مهمة بأسماء متحمسة لصناعة مجد جديد للنصر قبل أن تبني لها أمجادًا داخل هذا النادي ، كما أن حصاد البطولة سيطوي الملفات الساخنة وقضايا ماسا وخلافات أعضاء الشرف وغيرها من القضايا التي عادةً ما تشغل الشارع النصراوي .. ـ حضرت بعض نهائيات الناديين في فترة ماضية وكان تنافسهما مثيرًا ومشتعلاً في الصحافة قبل المستطيل الأخضر واستمرت هذه الصورة إلى أن خبا ضوء النصر وغاب عن ساحة المنافسة لتخلو الأجواء للهلال لحصد عدد كبير من البطولات في السنوات المنصرمة استطاع بها التحليق في صدارة الأندية الكروية المنجزة إلا أن الهلال الذي اعتاد المنصات لم يستطع في هذا الوقت مجابهة سيل الانتقادات الحادة التي وجهت إليه من أنصاره ومن الإعلام مع أن الفريق يملك حظوظا جيدة للمنافسة على كل بطولات الموسم ولم يفقد أي منها بعد إلا أن صورة الفريق المهزوزة لم تضمد جروحه النتائج حتى وإن كانت إيجابية عكس الغريم التقليدي النصر الذي يقرن مستوياته بالنتائج ولديه خطوط متوازنة العطاء ومدرب ذكي وحماسي وهي النقطة التي ربما يتفوق فيها النصر على الهلال الليلة مع أن مباريات الديربي خاصة والنهائيات التي تجمع العمالقة الكبار الأربعة ( هلال ونصر وأهلي واتحاد ) لا مقياس لها ولا مجال لسرد عوامل الأفضلية والتفوق العناصري فيها فكم من مباراة حسمت بخطأ دفاعي وأخرى بركلة ترجيح علاوةً على الأخطاء التحكيمية المتوقعة في مثل هذه المباريات .. ـ فيما سبق سلطنا الضوء على الصور الإيجابية للتنافس التقليدي المثير بين الهلال والنصر وقد سبقهما الأهلي والاتحاد في هذا المضمار بحكم التأسيس وأسبقية المواجهات إلا أن الملاحظ في مقابلات النصر والهلال جنوح بعض محبيهما عن طريق المنافسة الشريفة إلى جوانب التشهير والشكوك وبث التغريدات والنيل من شخصيات لا دخل لها في هذه المنافسة المحتدمة ، بل أن التداولات تستمر قبل اللقاء وبعده بأيام طوال لتفصيل كل صغيرة وكبيرة وأغلب هذه التناولات تخرج عن إطار الروح الرياضية إلى التجاوزات لدرجة أن هناك من وصل لرئيس اتحاد الكرة أحمد عيد على خلفية تسجيل اللاعب اليوناني اجيلوس خريستياس للنصر وهو الذي اعتمد في تسجيله على موافقة الفيفا قانونيًا ولو أن هذه الحادثة حدثت للهلال أو للأهلي أو للاتحاد فلا أظن أن أحمد عيد سيقف حائلاً دون تسجيل بديل حسب الأنظمة واللوائح في الفيفا وهي ليست بالمناسبة لوائح أحمد عيد حتى يظهر من يظهر بمناسبة أو بغير مناسبة لينال من هذا الرجل المنتخب ولعل ما يعجبني في أبي رضا أنه يعمل وينفذ سياسات اتحاده ويترك للآخرين فضح جهلهم وتأخر فكرهم . ـ في مثل هذه المناسبات تقوم بعض الصحف برصد بطولات الأندية وتستعرض منجزاتها في كأس الملك وكأس ولي العهد والدوري وغيرها إلا أنها لم تكن حريصة على التوثيق الصحيح والمتداول لدى جميع المؤرخين وهذا الأمر في رأيي يضر بمصداقية الصحف ووسائل الإعلام ، فالكل يعرف أن أول من حقق كأس الملك هو الوحدة عام 1957م وأول من حقق كأس ولي العهد هو الأهلي في عام 1957م أيضًا وأول من حقق الدوري الممتاز هو الأهلي عام 1969م وهذا التاريخ الموثق لا يمكن أن نتلاعب بأدواته أو ننقل أحداثه من حقبة لأخرى ولا يخضع لميول الشخص أو ذائقته ، أي أن عبق التاريخ عندما نشتم رائحته في مثل هذه المناسبات كأنما نجدد لتاريخنا الرياضي ونمنحه الوقار الذي يليق به ، وطالما أن محور الحديث هو كأس ولي العهد فنحن نشيد بالتاريخ الذهبي للهلال في هذه المسابقة ونتطلع لأن يقدم شقيقه النصر مباراة تليق بمستوى الحدث فإما أن يعود النصر لواجهة البطولات أو يواصل الغياب وتستمر رحلة الهلال الوثيقة بالألقاب ..