راقي بأخلاقي
لن أسهب مع من أسهبوا في تناول انتصار الأخضر في أولى خطواته الآسيوية إلا أنني كمواطن سعيد جدًا بتذوق طعم الفرح والعودة لطريق الانتصارات بعد كبوات مريرة شهدتها مسيرة الأخضر في السنوات الأخيرة، وسعيد بذلك الالتفاف الذي وجده قبل مواجهته للصين من قبل الإعلام ومن قبل الجماهير التي تواجدت في الموعد وساندت المنتخب بكل حماس ووفاء وانتماء لوطن الخير، أما الأجمل فهي قائمة المنتخب الواعدة التي حملت على عاتقها ثقة جماهير الكرة السعودية ومحبي الأخضر ونجحت في الخطوة الأولى ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، فهناك أسماء بدأت الآن في تحسس مواقعها في قائمة الأخضر وتؤدي واجبها بكل حماس وإخلاص وتفان مثل مصطفى بصاص وفهد المولد وسلمان الفرج وغيرها من الأسماء الواعدة مع الأسماء التي تمثل جانب الخبرة مثل أسامة هوساوي وسعود كريري وتيسير الجاسم ونايف هزازي وناصر الشمراني وكامل الموسى وجميع هؤلاء لاشك بأنهم حضروا ولديهم الدافع لتقديم كل إمكانياتهم لخدمة الأخضر.. ـ سأتناول في هذه المساحة دورًا حيويًا يجب أن تقوم به الأندية من أجل الإسهام في حماية نجومها ومستقبلهم وتوعية أطياف المجتمع بالمخاطر التي تحيط بنا من كل صوب وهدفها في المقام الأول تثبيط همم مقدرات الوطن وهم الشباب الطامحون، هذا الدور يتمثل في البرامج التوجيهية والتوعوية والتفاعلية مع المجتمع واستقطابهم وإسداء التوجيه والنصح لهم من أجل الإقلاع عن المظاهر التي صاحبت مسيرة بعض النجوم ومنهم من غادر من الباب الفسيح للرياضة سريعًا مثلما دخل، وإذا كانت أنديتنا دائمًا عندما يتم سؤالها عن واجبها تجاه توعية المجتمع تكتفي بالوعود بالإسهام في هذا الجانب إلا أنها فيما بعد تنسى ذلك الوعد في خضم مسؤولياتها المتتابعة باستثناء النادي الأهلي الذي قام هذا الموسم بعمل جبار في التواصل مع فئات المجتمع ثم الخطوة الأهم بتنظيم البرنامج التوجيهي الذي يستمر لمدة أسبوع بمقر النادي تحت شعار (راقي بأخلاقي) ويقام لأول مرة في الأندية بمعاونة الرئاسة العامة لرعاية الشباب والرئاسة العامة لهيئة الأمر المعروف والنهي عن المنكر ويحتوي على برامج وفعاليات متنوعة تهدف لتصحيح مفاهيم خاطئة لدى الشباب والرياضيين وفئات المجتمع ويصاحبها كتابة رسالة للوطن واستعراضات رياضية ومواد دعوية ودورات تدريبية في تطوير الذات وجلسات ودردشات حوارية للشباب وعيادة متنقلة للإقلاع عن التدخين وأقسام خاصة بأضرار المخدرات والمسكرات واستخدام السحر والشعوذة ويستقطب البرنامج التوجيهي والمعرض المصاحب زيارات يومية لطلاب المدارس وكافة فئات المجتمع، ومن هذا الملخص لتلك الفعاليات ندرك أن الرسالة عظيمة في تصحيح الأفكار واستهداف إنتاجية النشء وزيادة طاقاتهم وتوجيهها التوجيه المثالي الذي يخدم الوطن، وإذا كنا نسمع ونشاهد امتعاض بعض منسوبي الأندية وأعضاء شرفها ومسئوليها يشتكون من سلوكيات خاطئة يمارسها شريحة من النجوم ولاعبي الكرة والألعاب الأخرى فمثل هذه البرامج لاشك بأنها تمثل خط العلاج الأول الذي يمكنه التقليل من منتمي هذه الشريحة بل إن مشاركة اللاعبين القدوة في التوعية بأضرار المسكرات والمخدرات وحتى المنشطات بإمكانهم ممارسة دور إيجابي للتنوير والوعي والمسؤولية لكون أصحاب هذه الممارسات السيئة قد لا يقيمون وزنًا لما تمثله مداخيلهم المالية من استقرار لأسرهم وعائلاتهم وأبنائهم ليجدوا أنفسهم فيما بعد أسيري المخدرات والعوز والحاجة. ـ وإذا كان النادي الأهلي سينطلق بهذا البرنامج التوجيهي غدا السبت ويستضيف اليوم الجمعة اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات من أجل توعية لاعبيه بعد أن تجاوبت اللجنة مشكورة مع الدور الذي يفترض أن تقوم به في زيادة التثقيف والوعي فإن بقية الأندية تقف على المحك في ضرورة أن نرى انتاجيتها وأدوارها تجاه مجتمعها وألا تكون سلبية في هذا المجال بأن تعد النادي الأهلي قدوة لها وتنطلق من خطواته إلى خطوات أخرى مفيدة لبناء شباب هذا الوطن.. ـ في اعتقادي أن تواجد لجنة المنشطات بأعضائها في النادي الأهلي اليوم وفي بقية الأندية غدًا يكسر حاجز الصدام بين اللجنة والأندية وبالذات في عملية اختلاط الميول بالعمل وهو ما ننزه اللجنة عنه وندعوها لأن تتفاعل مع كل الأندية وتتواجد في النصر والهلال والاتحاد والاتفاق والوحدة وغيرها وأن تبادر الأندية لوضع يدها في يد اللجنة وتقدم لها الدعوة للزيارة كون هذا الدور من صميم عملها وهو الجانب التوعوي فالمواد المحظورة رياضيًا والتي وزعت على الأندية ربما في نشرات لا أظن أنها كافية لنشر الوعي ما لم يصاحبها حملات وندوات ومحاضرات وتواجد بين اللاعبين في هذه الأندية.