لنفكر بمنطقية يا أهلاوية

ـ ذكرت في مقال سابق في هذه المساحة أن الجماهير الأهلاوية التي تعد أميز وأكبر جماهير أنديتنا في تعلقها بناديها لا يجب عليها أن تنساق وراء من يغذي علاقتها بإدارتها وناديها بالعزف على وتر اللاعب الرابع حيث إن البعض يبحث عن توتير هذه العلاقة وتقليص حجم الصورة الجميلة التي كان عليها بطل الأبطال العام الفائت لدرجة أن الأنظار كلها اتجهت للأهلي وتركت أندية كبيرة أخرى لم تحسم كامل ملفاتها بعد وكأن الأهلي معني بملفه وملفات الأندية الأخرى فلم يبق لاعب أجنبي إلا ومر على الأهلي إعلاميا قبل أن يحط رحاله في الأندية الأخرى، وفي هذا السياق راق لي بالأمس ما طرحه الزميل أحمد الشمراني حول هذا الموضوع حينما استغرب الضجيج الحاصل حول اللاعب الرابع الذي وضع الإدارة الفنية والإدارة المشرفة تحت ضغط غير مبرر على حد وصفه، وأزيد هنا بأنه ربما يبدأ الدوري ويخوض الأهلي أولى مبارياته دون لاعب رابع فما الذي سيتغير هنا وهل الأهلي هو اللاعب الرابع إن حضر فاز على الشعلة والتعاون وهما المباراتان اللتان سيخوضهما الأهلي في رمضان وإن لم يحضر خسر الفريق هاتين المباراتين؟ وعلاوةً على هذا التساؤل كلنا نعرف أن أي لاعب أجنبي استجد على منطقة معينة وأجواء جديدة يحتاج لفترة من الوقت للتأقلم والعمل على إظهار إمكانياته وتلك مسألة أخرى تنتظر اللاعب القادم وتحتاج إلى وعي كبير ولا أشك في وجوده لدى الجماهير الأهلاوية الرزينة.. ـ أعرف أن الإدارة تبذل قصارى جهدها للاختيار الأنسب وهي بكل صراحة لا تستجيب للضغوطات بقدر الاستجابة لداعي العقل والمنطق وهذا هو أساس العمل الصحيح فليس مطلوبا من الإدارة أن تعمل وفق قاعدة ما يطلبه المشاهدون فكلنا عاطفيون نشاهد اللاعبين ثم نحكم ونطالب بضم هذا المحترف أو ذاك ظناً منا أننا نفهم أو نتجاوز بخبراتنا خبرات جهاز فني أو إدارة أو خبراء رياضيين في مناسبة هذا المحترف للفريق أو تلبيته لحاجة المدرب ومواصفاته المطلوبة.. ـ بالتأكيد ستتعاقد إدارة الأهلي مع اللاعب الرابع قبل انقضاء فترة التسجيل الأولى وهذا أمر متوقع ومنتظر لذا على الجماهير الأهلاوية أن تريح نفسها من عناء المطاردة الدائمة لآخر المستجدات طالما هي وثقت في القائمين على شئون الأهلي ومن استقطبوا في الفترة السابقة أفضل اللاعبين بشهادة الخبراء والمحللين.. ـ جانب آخر على مستوى من الأهمية هو أن الأهلي لديه حاليا أفضل العناصر في كل المراكز دفاعا ووسطا وهجوما وحراسة ولديه أفضل الاستقطابات الأخيرة، ومن الجميل أن الجهاز الفني سيكون لديه خيارات جيدة من اللاعبين الذين سيدخلون في منافسة شريفة لإثبات إمكانياتهم وجدارتهم بتمثيل الأهلي وهو ما يبعث الاطمئنان في قلوب محبي النادي الذين يجب عليهم في المقابل تعزيز ثقة اللاعبين بأنفسهم والاهتمام بدعمهم ومساندتهم بدلاً من التركيز على متابعة مستجدات اللاعب الرابع فهو سيأتي ووقتها يكون للحديث جدوى ومناسبة.. ـ ومثل الأهلي هناك أندية تعمل وتجتهد لتدعيم قدراتها وإصلاح مكامن الخلل في خطوطها لعل وعسى أن تصل لطموحاتها في موسم أظنه ناري المنافسة حيث سيدخل النصر إلى خط النار الأمامي للبحث عن موقع متقدم له مع الأندية التي توجت موسمها المنصرم بالبطولات وكذلك الاتحاد الذي انضم له المحترف البرازيلي سوزا والذي يمثل في اعتقادي إضافة جيدة لم يكن الأهلي يحتاجها وهو الذي بكر في مفاوضة اللاعب ثم تخلى عنه لعدم حاجة المدرب إليه كما أوصى جاروليم نفسه.. ـ الكبار أبقوا مدربيهم وعززوا استقرارهم الفني فيما عدا الهلال الذي أحضر مدربا جديدا ليخوض به عباب التحدي ليس فقط مع منافسيه بل حتى مع أنصاره الذين يعتقدون أن هذا المدرب لم يكن في يوم من الأيام ضالة الهلال المنشودة.