موسوعة الملكي
ـ في النادي الأهلي ككيان ما يغري الباحثين لاستخراج درر تاريخه وحفظ مكنوناته لاسيما وهذا النادي العريق يعد نهر الرياضة السعودية الذي لم ينضب يومًا فتجده باستمرار خط الإمداد الأول لكل المنتخبات السعودية في شتى الألعاب وقلعة البطولات والإنجازات وواحة التميز الرياضية والريادة، وعندما يتصدى أحد الباحثين الأكاديميين مثل الدكتور عبدالرزاق أبوداود الذي يعد في نفس الوقت شخصية رياضية لها إسهاماتها في صناعة تاريخ الأهلي الذهبي لصياغة هذا التاريخ واستغرق في كتابته أكثر من أربع سنوات وهو أحد شهوده فإن المحتوى بلاشك سيكون أكثر صدقًا ووثوقًا وإثراءً بل أن هذا المحتوى الذي تتضمنه موسوعة الأهلي القادمة أعطت بعدًا جديدًا لقيمة الأهلي ككيان أو لنقل أنها ساهمت في إرساء مثل هذه الصورة. ـ تاريخ الأهلي الكبير يضم في منبر قيادته أرقى رجالات الرياضة في بلادنا وعلى رأسهم رائد رياضتنا الأمير عبدالله الفيصل الذي وضع لبنة الانطلاقة الحقيقية للرياضة السعودية تنظيميًا ودعم أنديتها وأرسى في النادي الأهلي مباديء الشمولية وخدمة رياضة الوطن كما يضم رموزًا وروادًا أعطوا بسخاء حتى وصل النادي إلى ما وصل إليه من منجزات وحافظ على مكانته وعراقته بل أنه في الحقبة الأخيرة كان أحد الأندية المتميزة بإنجازاتها المحلية والخارجية لكنه تفرد وسبق الأندية في بناء صروح خالدة مثل مركز الأمير عبدالله الفيصل للقطاعات السنية والأكاديمية والتنظيم الشرفي والإداري واستشراف المستقبل بتحويل وجهة الاحتراف وكرة القدم إلى صناعة بالاستفادة من تجارب من سبقونا في هذا المجال خليجيًا وآسيويًا وعالميًا وذلك يعود لفكر الرياضي الخبير الأمير خالد بن عبدالله الذي لا يحب الظهور في المشهد إلا أن أفعاله ودعمه وصروحه التي بناها تظل شاهدًا على عصر التحول الذي شهده هذا النادي. ـ الموسوعة المنتظرة للنادي الأهلي بلاشك أنها ذات قيمة في طرقها لمراحل الأهلي في ماضيه وحاضره ومن ليس له ماض فليس له حاضر كما يقال ومن لا يملك إرثًا وتاريخًا لا علاقة له بمثل هذه الموسوعات الضخمة التي لا تتواكب إلا مع محطات ثرية وكيانات عملاقة ورجال أوفياء، لذا من المهم أن نتذكر محورًا مهمًا تبحث عنه الأندية ذات التاريخ والأمجاد ألا وهو حفظ إرثها وكتابة سيرتها لتتعرف عليه الأجيال ومن هذا الواقع جاءت موسوعة الأهلي لتحقق إضافة رائدة في سماء الرياضة والإعلام، ومن منحى آخر فإن كل الاستفسارات والاستفهامات حول الموسوعة ستجد طريقها للإجابة بمجرد مطالعتها وفي كل الأحوال تظل مساهمة إعلامية مميزة وتحليل تاريخي بإسناد مهني لمسيرة نادٍ عملاق. ـ برصد بسيط لرؤى الأهلاويين حول فريقهم الكروي في الوقت الحاضر فإن هناك تباينا في نسبة الرضا عن المعسكر أو عدم إبرام صفقة اللاعب الرابع وكأنني أشاهد نفس النغمة تعود في مثل هذا التوقيت، إلا أن الحكم النهائي على مدى استفادة الفريق من معسكره هو الدخول في معترك الدوري أما الأجنبي الرابع فلم يؤخر الإدارة الأهلاوية عن التعاقد إلا حرصها على الاختيار الأنسب، ونظل كمتابعين نتعجل في المطالبات من منظور عواطفنا بل أننا نريد أن نقرن السرعة بحسن الاختيار وجلب أفضل اللاعبين، ولنتصور كيفية المفاوضات وخوض سبلها وإيجابية الطرف الآخر أو سلبيته والردود الرسمية والمناقشات المالية وتلك الأمور جميعها يحكمها عامل الوقت، الأهم إذا أراد الأهلاويون مواصلة نجاحاتهم أن يزرعوا الثقة مجددًا في إدارتهم ولاعبيهم وأن يعرفوا أن اللاعب الرابع بالتأكيد سيحضر والمسألة ليست مسألة حضور بقدر ما هي قدرة اللاعب نفسه على تلبية المواصفات التي يتطلبها مركز صانع الألعاب حسب رؤية الجهاز الفني.