تركوا المفيد وذهبوا للنشيد
بودي أن أسأل أصحاب الآراء (الغثيثة) ممن يهرفون بما لا يعرفون ويطرقون أبواباً ليسوا أهلاً لطرقها: ألا يعد قيام سبع صحف سعودية رائدة وعريقة بالاعتراف بلقب الملكي للنادي الأهلي وترسيخه في عناوينها وتحليلاتها دليلا ماديا على أن النادي الأهلي هو بالفعل من يستحق هذا اللقب الوثير حيث إنها من واقع مصداقيتها لن تعود عما رسخته وجسدته، ثم ألا يعد إطلاق المعلقين والمحللين والقنوات السعودية والفضائيات الأخرى في الخليج هذا اللقب على الأهلي دليلا ماديا آخر يجسد الاقتناع والتأكيد بحيثيات أحقية الأهلي باللقب؟ فأنت لا تملك اليوم إلا التسليم بهذا الأمر رغم أن الأندية الكبيرة هي التي تعتز في المقام الأول بمسمياتها وعندما تقول الأهلي أو الهلال أو النصر أو الاتحاد فيكفي حينها أن تستذكر تاريخ هذه الأندية وكياناتها العملاقة، وسأطرق مثالا آخر حول الألقاب، فقد اطلعت مؤخرا على وثيقة إعلامية تؤكد أن النصر هو زعيم الكرة السعودية وهو صاحب هذا اللقب والدليل ما نشره عبدالرحمن السماري في مجلة اليمامة بتاريخ 21 مارس 1975م تحت عنوان (النصر زعيم الكرة السعودية)، وقال نصاً (والنصر فريق يستحق البطولة ويستحق زعامة الكرة) ويمكن من خلال هذا المقياس أن ينطلق النصراويون إلى طموح المطالبة بلقب الزعيم وضمه للقب العالمي بحسب منطق كل شخص وتشخيصه لأحقية هذا النادي أو ذاك بالألقاب، وهنا أردت التدليل بأن الأندية تظل عملاقة بأسمائها الأصلية وأن الجدل البيزنطي على أمور محسومة يعطي المجال الأكبر لمن لا يتحدث سوى بلغة التعصب لا المنطق بل إنني أستغرب أن يكون في بعض برامجنا ضيوف لا يستطيع بعضهم الإتيان بجملة مفيدة عوضا عن فقدان المنطق والعقل والإسفاف في الحوار .. ـ لا أدري هل يتابع عبدالرحمن الحلافي وتركي الخليوي وهما رجلان خلوقان وواعيان ما يدور في لاين سبورت من إسفاف واعتداء على ذوق المشاهد بمصطلحات خادشة لا نسمع بها حتى في الشارع مثل أن يقال (عرابجة أو حشرات أو تخسى وتعقب) وغيرها من العبارات التي لا يليق إطلاقها عبر قناة تبحث عن قاعدة من المشاهدين وأظن أنها فقدت البقية الباقية من هؤلاء المشاهدين الذين فضلوا البحث عن قنوات راقية لا تفاجئهم بين الحين والآخر بمثل هذا الإسفاف، ثم أسأل الحلافي والخليوي ألا يمكن الاقتداء بالقناة السعودية الرياضية التي تطورت في آلية عملها ومذيعيها وأضحت تحترم عقلية المشاهد وترفض أي نوع من أنواع التعصب المقيت أو التطاول على الكيانات؟ لقد أصبح المتابع رصينا وواعيا لذا عند طرحي سؤالا في أحد المجالس الرياضية عن أفضل القنوات لم يكن بينها أبدا قناة لاين سبورت، وهنا أدركت أن القناة تراجعت كثيرا علاوة على أنها لا تنقل منافسات كرة القدم السعودية وتلك مشكلة أخرى، وما أريد الوصول إليه بطرحي ليس النيل من هذه القناة بل على العكس أريد الإصلاح ما استطعت وتصحيح مسيرة قناة عملت في الفترة الأخيرة على لفت الأنظار بالإساءة إلى الكيانات .. ـ في إحدى الحلقات تحولت الديوانية إلى (دونية) في الطرح فقد كان هناك محاولة للإسقاط على أول نشيد رسمي في الأندية والوحيد الذي عرضته كل القنوات واستمعت إليه كل الآذان ووقف له لاعبو الأهلي ومحبوه في موقف مهيب وجميل يدل على الانتماء، ولأن هذا المنظر لم يرق للبعض ممن لا يتوافق هذا الجمال والريادة مع ميولاتهم والألوان التي يحبونها فقد عملوا على النيل من هذا النشيد وذكروا أنه مستقى من مركز صيفي وهذا غير صحيح فالألحان والقوافي قد تتشابه والأفكار قد تتوارد إلا أن أبيات نشيد الأهلي مختلفة تماما حتى لو كانت بالقافية الهمزية فكم من القصائد التي درسناها في اللغة تتشابه في نهاية القافية، وهنا أحيي الأستاذ خالد المطرفي مؤلف كلمات النشيد على تلك الأسبقية وأحييه على رقيه عن الإسفاف كونه ينتمي إلى النادي الراقي، وللمعلومية فقد أثرى هذا النشيد إضافة إلى تميز جماهير الأهلي الجوانب المعنوية لدى لاعبي الأهلي الذين تفاعلوا مع جماهيرهم واستمدوا قوتهم في الميدان من هذا الدعم الرائع، أما من تركوا الحديث في المفيد وذهبوا إلى النشيد فهم يبدو أنهم قد تألموا كثيرا لتفرد النادي العملاق بالمبادرات والمنشآت والأفكار فحاولوا الإساءة إليه دون أن يعلموا أن مثل هذا الطرح أشبه بمحاولة طفل تسلق نخلة وارفة الظلال بهية الجمال وترد على رميه لها بأجود الثمار.. ـ أحد الاتحاديين يقول لي: اسأل عدنان جستنية لماذا لم يكن شجاعاً بالوقوف أمام وصف أحد ضيوف البرنامج الذي يشارك فيه جماهير الاتحاد (بالعرابجة) رغم أن هذا اللفظ منزلق خطير في الحديث وأدب الحوار، ولماذا لم يكن لديه غيرة على ناديه ومن أساء موجود إلى جانبه في البرنامج؟.