من غير تصويت
تعمل أندية كثيرة على محاكاة الأهلي وتتبع أثره في رسم الإستراتيجيات والعمل المنظم وليس عيباً أن نأخذ بأسباب عمل إيجابي مفيد في نادٍ ونعمل على تطبيقه في نادٍ آخر وهنا ربما تختلف أدوات التنفيذ وبيئة العمل نفسها إلا أنها في المجمل تجربة مستفادة ستعم فائدتها الكرة السعودية طالما أن الأندية حريصة على تطوير قدراتها وإمكانياتها وتطويع أدواتها في سبيل تنفيذ محكم وصحيح لآلية التطوير، ولعل ما ميز النادي الأهلي في الفترة الماضية علاوةً على النتائج الإيجابية والاستقرار النتائجي هو آلية اللقاءات والاجتماعات المنظمة التي يتم فيها الأخذ بالرؤى والاقتراحات والأفكار ومن ثم تطبيقها وما يساعد على التطبيق هو البيئة المناسبة والمناخ الفكري والمنشآت التي يمكن تطويعها للتنفيذ، وفي الوقت الذي تبحث فيه الأندية الأخرى عن التطبيق الحديث لصقل مواهب وقدرات لاعبي الفئات السنية حسب ما هو معمول به في أوروبا وما سمعناه مراراً وتكراراً منذ سنوات مضت عن أن هذه الشخصية الرياضية أو ذلك النادي سيقوم بإنشاء أكاديمية أو مباني ومعسكرات للفئات السنية ولم تظهر تلك الوعود إلى حيز الوجود بمعنى أنها مجرد وعود فارغة للاستهلاك الإعلامي نجد أن النادي الأهلي سبق هذه الأندية إلى اقتران القول بالعمل فأكاديمية النادي ومركز الأمير عبدالله الفيصل لقطاع الناشئين والشباب والأولمبي يحكيان قصة فكر رياضي حديث مهد لعمل تراتبي متسلسل يبدأ بالفئات السنية وينتهي بالفريق الأول.. ـ الأندية الكبيرة الأخرى تعمل كذلك وفق رؤيتها ولكن جل إداراتها نظرتها آنية بمعنى أنها تسعى لتحقيق بطولة في عهد هذه الإدارة وترك صورة حسنة لدى جماهير النادي مطبقةً قاعدة (أنا ومن بعدي الطوفان) وحده الأمير خالد بن عبدالله الذي ينظر للعمل الرياضي بشكل مختلف وصورة مغايرة فهو يريد الأهلي منافساً مستمراً في البطولات حاضراً في منصات التتويج وإنجازاته متصلة مع تاريخه للأجيال المتعاقبة لذا لا غرابة إن استمر الأهلي في رحلة المنافسة الطويلة مستثمراً قطاعاته السنية وأكاديميته العملاقة.. ـ فيما لو حقق الملكي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال فسيكون بالفعل بطل الأبطال لأنه سيكون قد حقق بطولتين من بطولات هذا الموسم الكروية بعد أن حقق بطولة دوري الأولمبي، وما يقال عن الأهلي ينطبق على الهلال الذي سبق أن حقق بطولة كأس ولي العهد، أي أن الأهلي والهلال وهما يلتقيان هذا المساء في مباراة الرد في جدة يمنيان نفسيهما بالوصول للمباراة النهائية والعمل على تحقيق البطولة لتكون ختاماً جميلاً للموسم الكروي مع أن مهمتهما ليست سهلة أمام النصر المنطلق والمختلف الذي لن يفلت هذه البطولة بسهولة كونها تعيده إلى جادة الحضور البطولي المبتعد منه منذ سنوات طويلة وأشبه النصر بالغريق الذي يتعلق بمنجز لإنقاذ ما يمكن إنقاذه أمام جماهير متعطشة كما يريد تقاسم البطولات الكروية هذا العام مع الأهلي والشباب والهلال، وسواء وصل الأهلي أو الهلال في مواجهة النصر الجديد فإن النهائي الكبير ستحكمه اعتبارات كثيرة ومثيرة وسيجمع ناديين كبيرين مع الاحترام لفريق الفتح الذي لا أتوقع وصوله للنهائي عطفاً على ما قدمه في مباراة الذهاب إلا إذا كان محترفه البرازيلي إلتون في يومه بقدر إسهاماته في تأهل الفريق الفتحاوي أمام الاتفاق، وإذا كانت مواجهة الكبار في الرياض عامرة بالغبار فإنها في جدة لن تكون كذلك فالأجواء صافية والمتعة المنتظرة ستكون حاضرة متى ما أيقن اللاعبون أن الجماهير تريد نتيجةً إيجابية ومستويات تليق بحجم الناديين، ما يبهج عشاق الكرة الجميلة أن الأهلي الذي كسب لقاء الذهاب بهدف استطاع إيجاد تعريف حضاري لتحقيق الانتصار مستثمرًا فرصة وسط كومة فرص سانحة لم تستغل وثقة عالية في التعاطي مع مباراة الذهاب أي أنه لم يبحث عن التعادل بل كان مهاجماً باحثاً عن الفوز والفريق المستضيف هو من كان يسعى للتعادل، وعليه اليوم أن أراد إثبات تفوقه أن يحرص من تربصات منافسه للعودة أمام جماهير الأهلي التي من المؤكد أنها تترك أي مقعد خال وستحمس لاعبيها للفوز وليس للتعادل .. ـ في مباراة الهلال والأهلي الماضية في الرياض كانت الروح الرياضية حاضرة والمنافسة الشريفة موجودة إلا من بعض الألفاظ المشينة التي لم تراع الذوق العام وما ظهر من كلمات مسيئة واضحة المقصد من المرشدي تجاه التحكيم، وهنا لا أطالب بإيقاف المرشدي بل أتمنى أن يشارك زملاءه المباراة لكني أتمنى في نفس الوقت أن يعيد النظر لذلك المشهد المسيء له قبل أن يسيء للمتابعين وأنا متأكد بأنه سيعض أصابع الندم على هذا التصرف وسيعمل على تفاديه مستقبلاً .. ـ العمدة عماد الحوسني كان ذكياً وهو يجيب على أسئلة تتعلق بعقده مع الأهلي، فهو على ثقة بأنه لن يجد أفضل من الأهلي لو استمر في السعودية لذا أجل الحديث لنهاية مشاركات الموسم مع ناديه، من شدة ولع الحوسني بجماهير الأهلي أظن أنه في حال ترك اللعب سيتحول لمدرجات الأهلي الجنوبية .. ـ بالنتائج والاستمرار في المنافسة ومن غير تصويت أفضل رئيس الأمير فهد بن خالد يليه الأمير عبدالرحمن بن مساعد .