ناد بلا جمهور طير بلا جناح ..
أميل دائما كغيري من محبي الرياضة للتنافس بين الأندية الجماهيرية والكيانات العملاقة كالأهلي والاتحاد والهلال والنصر حتى وإن كانت بعض مبارياتهم دافئة أو دون مستوى فكثير من مبارياتهم حملت الإثارة والتشويق والحضور الجماهيري الكبير الذي يعد ملح المنافسة، كما أن لقاءاتهم مضت طبيعية في سنوات طوال دون أن يخترق المتطفلون أو محبو الشهرة هذه المجابهات التقليدية الجميلة، فمهما اختلف الميول فإن هذه الأقطاب الأربعة تتفق فيما بينها بأن التاريخ يبقى هو التاريخ حتى أن لبطولاتهم ومنجزاتهم أثر واحتفاء وزهو جماهيري عكس الأندية غير الجماهيرية التي لو حققت كل بطولات الموسم فلن تجد من يحتفي بها سوى عدد من وسائل الإعلام وفي اليوم التالي يندثر المنجز.. ـ تعالوا معي لأضرب مثالاً فهذه الأندية الأربعة تتجه إلى كل مناطق السعودية فتتفوق بجماهيرها على جماهير الأندية المضيفة بل إن فريقا مثل الأهلي يملك جمهورا خرافيا خارج أرضه يسانده في كل أوقات المباراة كيف به على أرضه والمشاهد التي صورتها القنوات الفضائية والمعلقون والمحللون كثيرة وتدل باستمرار على أن للأهلي علامة مميزة تتمثل في تأثير جماهيره وتنظيمها المميز ونشيدها الرسمي المستمر في كل المباريات .. ـ لقد استمرت مواجهات الأهلي والاتحاد وكذلك الهلال والنصر تحمل نفس الوهج الإعلامي الذي استقطب الجماهير حتى في الخليج والعالم العربي لهذه المباريات باختلاف مواقع هذه الفرق في المنافسة ولا نقارنها في السابق بالديربيات التي كانت تجري بين الاتفاق والنهضة أو الشباب والرياض على سبيل المثال لكون صورتها لم تكتمل بهبوط فرق واستمرار أخرى في ميدان المنافسة وإن كان ديربي الرائد والتعاون يشابه إلى حد ما تنافس الأقطاب الجماهيرية الأربعة .. ـ أردت في هذا السياق أن أدلل على أن عبق التاريخ يبقى كما هو والكيانات الكبيرة تظل جميلة ليس ببطولاتها فقط بل بمكوناتها وعراقتها وشموخها الدائم، وأضرب مثالا آخر بجماهير نادي النصر فهناك من استغل جفاء فريقها الكروي مع البطولات فحاول استقطابها لتشجيع ناديه إلا أن محاولاته باءت بالفشل فهي تحضر في التدريبات أكثر من حضور جماهير عدد من الأندية مجتمعة وهنا دليل آخر على أن الارتباط بالنادي يقترن بالعشق والانتماء في كل الظروف بغض النظر عن النتائج.. ـ قد يسأل من يسأل: من يأتي بعد الأقطاب الجماهيرية الأربعة ليكون الجواب بأنهما الاتفاق والوحدة لدواعي العراقة والحضور الجماهيري في عز غيابهما عن المشهد البطولي ورغم أن الوحدة في الدرجة الأولى إلا أن جماهيرها تحضر بكثافة أكثر من فريق يحمل مركزا متقدما في دوري المحترفين الممتاز .. ـ اليوم تغيرت عناصر المنافسة فبعد أن كانت في السابق ترتكز أدواتها على التحديات المشروعة والتصريحات المؤطرة بالروح الرياضية بما يضيف الإثارة المقبولة وغير الممجوجة باتت اليوم خارجة عن النص فأكثرها (تجريحات) وليست تصريحات وأصحابها جاءوا للرياضة بهدف الشهرة فقط كما أن هؤلاء لم تقبلهم أندية جماهيرية أبعدتهم ولم يجدوا مكاناً إلا في غيرها بمعنى أنهم تعبوا كثيرا حتى وصلوا لأندية مناسبة لإمكانياتهم تقوم بإيوائهم .. خاتمة نادٍ بلا جمهور كالطير بلا جناح أو كالمركبة بلا وقود.