قرارات وأصداء وعمل بناء
بغض النظر عما وجدته القرارات التاريخية الصادرة عن اجتماع اتحاد الكرة أمس الأول من أصداء في الوسط الرياضي إلا أنها تبقى نقطة تحول إيجابية لمستقبل الكرة السعودية وأنديتها تنم عن رغبة في تحسين بيئة المنافسة وتطوير آلية العمل، ويتناغم معها أهمية التطبيق المثالي لهذه القرارات والمشاركة الفعلية للأندية في صنع القرار النابع من احتياجاتها هي بدون وصاية أو إملاء، ولعل وجود رابطة محترفة تضم ممثلي الأندية وتعنى بقضاياها لاشك بأنها أتت لترتكز على مطالبات وطموحات نادت بها الأندية ونادى بها الإعلام تماثل ما يحدث في الدوريات المحترفة الأوروبية وبعض الدوريات الآسيوية المتقدمة من حيث تفعيل دور الأندية ومشاركتها في صياغة مستقبلها واستثماراتها وواقع المنافسة الذي يجمعها ببعضها مع استشعار الخطوات السابقة الخجولة والاستفادة من سلبياتها لتكتمل صورة العمل الإيجابي الذي نطمح إليه واتصالاً مع هذا الجانب فإن الأندية يفترض أن تكون قد أحسنت اختيار ممثليها في الرابطة من حيث الخبرة والتفاعل والدراية بكل أشكال العمل الإداري والاستثماري الحديث، وقد لاحظت في أعقاب صدور قرارات اجتماع اتحاد الكرة تباينًا في ردة الفعل حول قرار تقليص اللاعبين الأجانب إلى ثلاثة بدلاً من أربعة إلا أن ما يخفف ردة الفعل تلك هو تحويل القرار إلى رابطة الأندية المحترفة لدراسته تماشيا مع عقود اللاعبين فهناك أندية أبرمت عقودا مع بعض محترفيها لمدة أربع سنوات وأخرى لمدة أقل ومسألة تحديد فترة إطلاق القرار بموسمين هي فترة قليلة من وجهة نظري من حيث وجوب التروي ودراسة كل ما يتعلق بهذه الخطوة وما يترتب عليها من سلبيات وإيجابيات خاصة على جانب التشويق وجلب الجماهير للمدرجات مع ضرورة أن تعمل الأندية على تحسين آلية اختياراتها العناصرية للاعبين الأجانب لتساعد نفسها أولاً على تحقيق النتائج المأمولة وتخلق بيئة جاذبة وتنافسية قوية تنعكس بالإيجاب على صعيد الاستفادة الفنية والاستقطاب الجماهيري، فهناك أندية رغم وجود أربعة أجانب فاعلين في صفوفها استطاعت إعطاء الثقة للعناصر المحلية وإبراز عدد من الوجوه الشابة وهناك أندية لم تنجح في الجانبين وذلك أمر يعود لتفاوت الكفاءة الإدارية أو الفنية وضعف آلية الاختيار أو التدعيم العناصري بما يتوافق مع عمل الهواة لا الاحتراف .. ـ ويأتي قرار تحويل دوري الدرجة الأولى إلى دوري محترفين آخر ليبعث التساؤل عن مصادر تمويل احتراف أندية الدرجة الأولى ومداخيل تستطيع من خلالها تلك الأندية الوفاء بالتزاماتها في ظل أننا عايشنا الشكوى المستمرة لبعض أندية المحترفين الممتازة من معاناتها المالية وعدم وجود رعاة ومداخيل مناسبة مع أن القرار يمثل خطوة مهمة على صعيد إيجاد رافد عناصري لا يقل عن دوري المحترفين الممتاز أهمية والمستفيدة هي منتخباتنا وأنديتنا في المقام الأول، وأظن أن هناك صعوبات كبيرة ستجابهها أندية الأولى في هذا المضمار وبالتالي فإن مثل هذا القرار التاريخي سيكون محط انتظار في الموسم المقبل لمعرفة كيفية العمل به وتفاعل إدارات أندية الأولى معه.. ـ عوائق عدة لا زالت مرتبطة بحاضر كرتنا وتنتظر قرارات تصحيحية وأهمها بيئة الملاعب وعمل اللجان المواكبة للمنافسة وتنمية المداخيل والاستثمارات .. ـ ما يجب ربطه بقرارات اتحاد الكرة التاريخية هو تغريد النادي الأهلي وحيدا في سماء الفكر الكروي الحديث والمتطور بدراسة إنشاء شركة رياضية لإدارة فريق كرة القدم الأول، فهل ستفكر كل الأندية مثل الأهلي؟ أشك في ذلك الآن.