عودة دورينا الحقيقي
برهن الهلال في خطوة الفوز الثمينة أمام الاتحاد أنه الفريق المتجدد والقادم من الخلف لتهديد الأهلي والشباب في سباق اللهاث وراء النقاط في مقدمة دوري المحترفين لاسيما وأن كل الظروف في الجولات المقبلة تلعب لمصلحة الهلال ومن ضمن هذه الظروف سهولة مبارياته المقبلة قياسًا بمباريات الأهلي ومباريات الشباب إضافةً إلى الدفعة المعنوية التي زادت ثقة اللاعبين الهلاليين بأنفسهم المتمثلة في تحقيق بطولة كأس ولي العهد ، ومهما يكن من أمر وبغض النظر عن البطل ظهر دوري المحترفين هذا الموسم بنكهة مثيرة ومختلفة تجلت في العديد من المعطيات أولها زيادة نسبة المباريات القوية والمثيرة وثانيها وجود أربعة فرق قوية تبادلت أدوار المنافسة والصدارة وخلقت أجواء جماهيرية رائعة غاب عنا مشهدها كثيرًا في المواسم القريبة الماضية بحكم احتكار الهلال لأغلب بطولات هذه المواسم ، وثالث معطيات تفوق هذا الموسم حرص اتحاد الكرة على معالجة الأخطاء والاستفادة من السلبيات الماضية سواءً في عمل اللجان أو في تفعيل الشراكة الحقيقية مع الأندية وسماع صوتها وتفهم مرئياتها وهي المعنية بكل قرارات اللجنة وتنظيمات دوري المحترفين لذا يجب أن يكون أول ما يجب فعله هو تفعيل اجتماعات ممثلي الأندية في هيئة دوري المحترفين وتحديد مواعيد ثابتة لها ونحن بانتظار القرارات التي ستصلح حال كرتنا ورياضتنا .. لو لم يكن للأهلي سوى جمهوره الكبير والعريق لكفاه شموخًا ورفعة بين أندية تشاركه مسئولية الوفاء بطموحات جماهيرها بالحرص على إرضائها بالبطولات والإنجازات ، الأهلي قد يحقق الدوري وقد لا يحققه وفي النهاية فالفريق تغيرت صورته إلى الأفضل قياسًا بما مضى وأقصد على صعيد المنافسة على دوري حققه ثلاث مرات ويريد أن يجدد عهده معه ، أما ما نتفق عليه جميعًا هو أن الأهلي يتميز بجماليات عدة على مستوى الأداء وعلى مستوى الانضباط والجماعية هذا في الملعب أما خارجه فتميز كثيرًا على صعيد العمل الشرفي والإداري والجماهيري الذي لا يرتهن إلى بطولة تتحقق لأن الأهلي لم يغب عن أجواء البطولات وإنما إلى عمل يضمن التفوق وتأتي في خضم أجوائه المنجزات ، وبالمناسبة فإن من يقيس التفوق بالبطولات أذكره بأن هناك أندية حققت بطولاتها وهي تعج بالفوضى الإدارية والضياع الشرفي لذا لن يكون هذا المفهوم منطلقًا للحكم على العمل والنتائج .. الحقيقة في الرياضة اليوم أن هناك ضيوفًا على الوسط الرياضي جاؤوا بحثًا عن الشهرة بينما للرياضة أهلها الذين مارسوها وعملوا في أجوائها سنوات طويلة وهنا لا بد أن نفرق بل لا بد أن يكون هناك مراجع وكتب تخصص لرواد الرياضة السعودية الذين خدموها بصدق فما هو موجود لا يكفي .. في الجولة الأخيرة قبل التوقف تجددت الأخطاء التحكيمية ولحقت بالأهلي رغم فوزه على الفيصلي وأضرت بالتعاون وأجبرته على الخسارة أمام الشباب ، وطالما أن الأخطاء التحكيمية جزء من لعبة كرة القدم إلا أنها في تفسيرنا لها على هذا النحو يجب أن تكون قاعدة ينطلق الضرر منها لجميع الأندية دون أن يحتكر الأخطاء التحكيمية ناد واحد .. رسالة إلى من يهمه أمري ولكل الأوفياء : شكرًا من الأعماق .