2012-01-13 | 18:00 مقالات

جدارة المتصدر ومهارة المتحدث

مشاركة الخبر      

أعجبني لاعبو الأهلي في أحاديثهم المتلفزة عقب مباراة نجران الأخيرة عندما لم يبدوا اكتراثا بالصدارة قدر اهتمامهم بكيفية المحافظة على تفوقهم وحصادهم للنتائج الإيجابية وهو دليل حي على النضج والوعي والعمل على الإعداد الفني والمعنوي بمعزل عن الترشيحات والتوقعات، وكنت ممن نصح لاعبي الأهلي في فترات مضت بالتركيز داخل الملعب من أجل ناديهم ومن أجل سمعتهم وعدم الانجراف وراء نغمة التحكيم ونغمة العوائق المصطنعة والتحرر من القيود وهو ما كان يفعله قبلهم نجوم الأهلي السابقون الذين حصدوا البطولات والانتصارات دون الالتفات لما يقال أو يكتب لأن ما يرسمه اللاعبون في الميدان هو الأبقى أثرا في سجلات ناديهم وفي أذهان جماهيرهم، ولاشك أن الصدارة والحرص على التفوق يبقى مطلبا ملحا إلا أن المحافظة على تلك الصورة الجميلة التي رسموها تظل مرهونة بأداء ثابت ومتوازن طوال عشر جولات مقبلة وطوال منافسات موسم صعب تعصف به المنافسة الشديدة وتربص المنافسين ببعضهم، والأهم من هذا وذاك روح الأسرة الواحدة التي سادت لاعبي الأهلي ومبادرات الدعم والمؤازرة والتشجيع التي يجدونها من أعضاء الشرف والجماهير الأهلاوية، وبمناسبة الحديث عن الجماهير الأهلاوية فهي الأخرى قد أصبحت أكثر وعياً بضرورة الانصراف إلى التشجيع المثالي المعهود عنها والتحلي بالروح الرياضية التي عرفت بها، وأمامها لاشك مهمة دعم فريقها في أصعب المحطات أمام الهلال الذي يظل منافسا كبيرا ومرشحا للصدارة كما هو فريقها الأهلي..
ـ من الممكن الاستمرار في الصدارة، ومن الممكن فقدانها والفاصل بين الموقفين ثبات الجهد وارتفاع سقف الطموح في كل مباراة بحثاً عن الفوز ولاشيء غيره وعدم التفكير في لعبة الاحتمالات ونتائج الآخرين وما ينطبق على الأهلي ينطبق على الشباب والهلال والاتفاق فجميعهم يبحثون عن نفس الهدف ومتمسكون بالطموح حتى آخر ثانية من عمر منافسات الدوري..
ـ الشباب أحد أكثر الفرق ترشيحاً للدوري فهو فريق يملك كل مقومات البطولة من قائمة عناصرية وجهاز فني متميز، شاهدته أمام القادسية وغيرها من المباريات الماضية وأيقنت أن هذا الفريق يظل فريقا صعب المراس حتى وإن وصفوه بأنه فريق البدايات القوية فقط.
ـ ستقضي لجنة الانضباط نحبها على يد مسؤولي الأندية حين تطارد تصريحاتهم وأقوالهم ثم تفسرها بحسب رؤيتها وتطبق عقوباتها في بعض الأحيان وترفق معها تفسير العقوبة أو الإنذار لتزيد الشارع الرياضي حيرة وهي في الأصل في حيرة من أمرها في ظل تباين القرارات والتفسيرات، وفي النهاية يبدو لي أن اللجنة ستضع نفسها في مأزق أمام الأندية ومسؤوليها وجماهيرها لأنها لم تقض على الفوضى بل زادت الأمور اشتعالاً في المدرجات وفي ميادين الملاعب باختلاف تطبيق العقوبات ما بين إنذارات وعقوبات، والأدهى من ذلك أنها أضحت هدفاً لمسؤولي الأندية بالتهكم والسخرية والفكاهة في تصريحات (ملغمة) لا تعرف اللجنة هل هي مدح أم إساءة أم سخرية..
ـ الصدارة مهارة يجيدها الكبار، والتصريحات أيضاً مهارة يجيدها الكبار.