أطفال الحجارة
حركت أحداث مباراة الشعلة والهلال المياه الراكدة فيما يتعلق بالمنشآت والبيئة الرياضية وتأخر بعض المشروعات التي اعتمدت دونما تنفيذ وعملت لها المخططات دون تفعيل إلا أنني من وجهة نظري لا أعتقد أن الشغب الجماهيري مرتبط فقط ببيئة ملاعب وأحجام مدرجات وطاقات استيعابية إنما هو مرتبط في المقام الأول بفكر جماهيري رياضي ورغبة في لفت الأنظار من خلال تصرفات لا يقرها العقل وميول نحو الإثارة غير المقبولة التي تعتمد على الإضرار بالغير من قبل أطفال الحجارة كإصابة رأس نائب رئيس الشعلة الذي تمنى بعد هذه الإصابة لو أن لجنة المسابقات أخذت بمشورته بنقل المباراة للرياض لاتقاء مثل هذه الأحداث التي كان يتوقعها بحدسه ومعرفته بضيق مساحة المدرجات وعدم توفر بيئة مناسبة لاستيعاب كثافة الجماهير وضعف الاحتياطات الأمنية في الملاعب، وهناك رابط بين ما حدث في ملعب المدينة هذا العام وملعب الحزم في سنة مضت والثالثة الثابتة في ملعب الشعلة سواءً من مقذوفات ورمي بالحجارة ورغبة في الإضرار وافتقدنا هنا دور لجنة الانضباط التي لم تعاقب الجماهير المخالفة في كل تلك المحطات ولم تحص الحجارة والمقذوفات واكتفت بإحصاء عبوات المياه على جماهير الأهلي وإيقاع غرامات كبيرة بحق النادي وهنا لست ضد أي نادٍ ولكن أتساءل أين هو الدور التربوي للجنة الانضباط المناط بها ضبط الساحة الرياضية والقضاء على المخالفات وأين هي منذ أن ألحقت بالأهلي الغرامات والخسائر المالية فلم نعد نسمع أو نرى لها حسًا بعد تزايد الأحداث الرياضية في مدرجات ملاعب أخرى وأصبحت كما يبدو للمتابع الرياضي المحايد تفرق في المعاملة ولا تقوم بدورها كما يجب في عملية ضبط المنافسة الرياضية رغم الجهود الكبيرة للرئيس العام لرعاية الشباب وتوجيهه بأن تقوم كل لجنة بعملها على أكمل وجه في الجوانب المناطة بها.
ـ بعد وقوع الحجر في الرأس أو الفأس في الرأس كما يقال يجب أن تعيد لجنة الانضباط صياغة تفاعلها مع الأحداث دون أن تتأثر بمعطيات التعامل الإعلامي ويجب أن تعيد لجنة المسابقات صياغة دورها في توفير بيئة منافسة ملائمة تتمثل في نقل المباريات عندما يكون هناك توقع لخطر محدق بالجماهير والأطراف المتنافسة أيًا كانت ردة الفعل.
ـ ضرب الهلال موعدًا مع غريمه النصر في أقوى مباريات دور الثمانية من كأس ولي العهد كما ضرب الأهلي من جديد موعدًا مع جماهيره في الرياض على أرض الشباب في مباراة لا تقل عن سابقتها من حيث القوة وتوافر عناصر المتعة وقد تابعت مواجهة هذه الفرق مع بعضها في الدوري فوجدت منافسة راقية وروحا رياضية عالية وهو ما أتمنى أن يتكرر في كل المواجهات الثقيلة خاصةً تلك التي تتطلب بقاء طرف كبير ومغادرة آخر.
ـ تخيلوا لو أن قائمة المحللين الرياضيين التلفزيونيين لدينا هم: الدكتور عبدالرزاق أبوداود وماجد عبدالله وعادل البطي وحمد الصنيع وحمود السلوة وعبدالعزيز الخالد ومحمد الخراشي وخالد الزيد ومدني رحيمي ويوسف عنبر ووجدي الطويل ومساعد العمري فإننا أمام ثقافة خبرات متراكمة تستحق الإنصات والمتابعة بدلاً من الأصوات النشاز التي تمارس الإسقاطات وتعمل على النيل من الكيانات، وبعض الأسماء السابقة موجودة في قناتنا فمتى تكتمل الصورة؟