بلجيكيٌّ.. أصل وفصل
دخل الزميل عدنان جستنية في عش الدبابير بطرحه في مقالة الأمس حول استفهامات الأمير فهد بن خالد عن اختيار طاقم الحكام البلجيكي لمباراة ناديه ضد الشباب، في الوقت الذي لا ينكر فيه عاقل أو متابع منطقي وعقلاني على رئيس الأهلي حق التساؤل، بل والمطالبة بالتغيير للبعد عن التأويلات خاصة، وأنه قدم لنا هذه التساؤلات في قالب يغلفه الرقي في الحديث ولم يتهم أحدًا.. وسأتناول هذا الملف مع الحبيب عدنان من خلال الأصل والفصل حتى في بلجيكا؛ فبرودوم مدرب الشباب ليس كديمتري مدرب الاتحاد السابق، فالأول بلجيكيٌّ أصلاً وفصلاً، بينما الثاني يحمل الجنسية البلجيكية، ولكنه ممن ينحدر من أصول صربية.. وهنا تختلف العاطفة وتقل حماسة التفاعل، كما لو أن كاتبًا يناقش موضوعًا ذا صلة يخص ناديه، لا شك أنه في كثير من الأحيان تغلب عليه العاطفة، وينتصر للون الذي يميل إليه.. ولو أردنا فتح ملفات الحكام الأجانب والمرافقين والاتصالات السرية مع لاعبين قبل مباريات حاسمة ونهائيات لاحتجنا إلى ملفات تحتار في مضمونها وطريقة تخطيطها وتتفق مع محبي الرياضة النزيهة على السلوكيات غير البريئة لرعاة مثل هذا التخطيط.. أما أن يكسب الأهلي الاتحاد في نهائيات متتالية فهذا الأمر طبيعي جدًا، والرابط هنا هو التاريخ الذي لا يكذب ولا يتجمل، كما من الطبيعي أن يحدث العكس وليس لغز ديمتري بمستعصٍ على الأهلاويين، وهم سبب نفور الاتحاديين منه بعد نهائيات كسر العظم الشهيرة التي آلت للفريق البطل من واقع أفضلية فنية وتفوق ميداني بإجماع الاتحاديين أنفسهم الذين كانوا (حكمًا) على مرحلة ذهبية يستحقها منافسهم الأهلي.
ـ وحتى يفهم من استعصى عليهم القيام بقراءة نقدية واقعية لحديث رئيس الأهلي، فإنه لم يتهم لا إدارة الشباب ولا غيرها حول جلب طاقم حكام بلجيكيين، بل كان يبحث عن بيئة مناسبة للمنافسة داخل الملعب تستأصل الاحتقان والشكوك وتقضي على الفوضى التي كان يمكن أن تحدث فيما لو أخطأ هذا الحكم أو ذاك في تقديره لقرارات مصيرية ربما تحول نتيجة مباراة من طرف مستحق إلى آخر مع أن الشباب وهو النادي الذي ساعدته ظروفه في الاستفادة من أخطاء تحكيمية بصافرة محلية أمام الأهلي، هو أيضًا قد يستفيد من صافرة أجنبية بعاطفة أو تلاقي مشاعر، وربما تقود أخطاء تحكيمية الأهلي للكسب ولكن لماذا لا نبعد أنفسنا عن مثل هذه التخيلات والصور ونحسن مناخ اللعبة التي نريدها دائمًا جميلة وتمنح الفوز والكسب لمن يستحق فقط رغم أن الأمانة العامة لاتحاد الكرة كان بإمكانها تجنب مثل هذه التأويلات والبلبلة في الرأي العام وبين الجماهير بإسناد المباراة للطاقم السويسري الذي حضر لإدارة الاتفاق والهلال، وطالما أنها أصرت على موقفها بتسمية الحكام البلجيكيين للقاء الشباب والأهلي فعليها أن تتحمل التبعات مع أننا نتطلع إلى نجاح تام للتحكيم في تلك المباراة المهمة لفريقين يقفان في مراكز المقدمة ولو فاز الشباب فهو يستحق لكونه لديه كل الإمكانات والعناصر الأميز في الدوري حتى الآن، وهو من أكبر المرشحين.. ولو فاز الأهلي فهو أيضًا يستحق للتطور الملحوظ في عطاءات الفريق وعناصره توجها بحصوله على أغلى بطولات الموسم المنصرم وهي من أعطت له دافعًا معنويًا لمثل هذه البدايات المتفائلة، كل التوفيق لعناصر الفريقين في تقديم مباراة جميلة تروي عطش الجماهير بعيدة عن الأخطاء التحكيمية حتى لا ندخل في جدل بيزنطي جديد ومتاهات تعيدنا لمربع التساؤل عمن اختار هذا الطاقم؟.