الملكي يزيد جراح العميد
لم تخضع قمة قمم الكرة السعودية بالأمس لظروف الغياب الإجباري لعنصرين فاعلين مثل كماتشو وبالمينو في الأهلي، كما لم تخضع للتكامل العناصري الاتحادي، حيث خرجت الجماهير الرياضية التي تابعت المباراة في الملعب أو عبر التلفاز بمحصلة ممتعة من الأداء الفني وروح الإصرار والحماس والتحدي لإثبات الذات واستمرار التفوق إضافة إلى تواصل عرض مسلسل الإبداع الجماهيري الأهلاوي الذي بات محرجاً لمطاردي هذا الجمهور الوفي الفعال ولمنظري تسويق ملاعب كرة القدم السعودية واستقطاب الجماهير، كانت التوقعات قبل المباراة تميل للأهلي على الرغم من الغيابات المؤثرة في صفوفه من واقع الاستقرار الفني والدعم الشرفي للأمير خالد بن عبدالله وأعضاء الشرف والعمل الإداري للأمير فهد بن خالد وزملائه وهو ما انعكس إيجاباً على الجهد الميداني للاعبي الأهلي داخل الملعب، فتفوقوا على ظروفهم ورسموا لوحة إبداع كروي توجوه بثلاث نقاط ثمينة ظفر بها الأسد من فم النمر، كما كان السفاح فيكتور في الموعد مجدداً بإحراز هدفين من الأهداف الثلاثة غفرت له خطيئة ركلة الجزاء..
ـ منذ بداية الشوط الأول فرض الأهلي سيطرته وكان بإمكانه الخروج بغلة جيدة من الأهداف تريحه في الشوط الثاني لتأتي ركلة الجزاء المهدرة من قدم فيكتور لتضيق مساحات الفرح الأهلاوية بل تسهم في زيادة فتيل الحماس الاتحادي مع بداية الشوط الثاني من أجل التعديل إلا أن الأهلي كان لفورة الصدمة النفسية بالمرصاد مستوى ونتيجة بتحقيق ثلاثية حارقة وأداء مميزاً باستثناء ربع ساعة اتحادية الهوية..
ـ كان الاتحاديون يعولون كثيراً على هذه المباراة لمعالجة جراحهم، كيف لا والفريق المقابل هو الأهلي المنافس التقليدي الذي أبى إلا أن يعمق الجراح الاتحادية ويكسب ثلاث نقاط جديدة دفعت به لتوثيق تواجده مع فرق الصدارة وزيادة ثقة جماهيره به وهي التي لم تفقد ثقتها يوماً ما بالأمل في العودة المظفرة..
ـ نجح الأهلي في رسم صورته كفريق بطل كما هي الذاكرة الذهبية التي لا تنسى سيطرة الأهلي على لقاءات جاره في النهائيات في السنوات الأخيرة، ربما لأن هذه المباراة أشبه بمباريات الكؤوس التي يبحث فيها كل طرف عن كأس الفرح ليسقيه جماهيره رغم أن المحصلة النهائية لماراثون الدقائق التسعين هي ثلاث نقاط ولكنها أشبه بكأس مصغر ناله الأهلي كما نال قبل أشهر قليلة أغلى الكؤوس من يد أغلى الناس أمام جاره..
ـ هل عادت العقدة من جديد؟ وللتذكير ففي حقبة مضت مكث الاتحاد أكثر من ثماني سنوات عجاف لم يذق فيها طعم الفوز على الأهلي، وها هي الصورة ربما تعود وتتضح في أن الأهلي يملك الكثير من فنون الكرة ويملك مستقبلاً جميلاً بنجومه الواعدين من أجل سيطرة تدوم وتدوم.
ـ من جماليات لقاء الأهلي والاتحاد تلك الروح الرياضية العالية من الفريقين على الرغم من بعض المداخلات الخشنة التي لم تفلح في إفساد أجواء المباراة..
ـ استحق الأهلي النقاط الثلاث بجدارة واستحقت جماهيره فرحة الفوز في الديربي والأهم هو مواصلة مشوار الانتصارات في دوري المحترفين، أما الاتحاد فأمامه الكثير من العمل للعودة خاصةً بعد الديربي.