بين المفيدي والمطلق
الفرق بين علي المفيدي الممثل الكويتي الراحل وعلي المطلق الحكم السابق والمحلل التحكيمي الحالي أن الأول يجسد أدوارا كوميدية تغوص في أعماق مشاكل مجتمعنا الخليجي برع فيها بالتشخيص وإيجاد الحلول لقضايا المجتمع، وأما الثاني فإنه في استعراضه للحالات التحكيمية يمارس تناقضا ربما لم يقصده ولكن المشاهد والمتابع بذكائه ميز هذا التناقض رغم أن المطلق ابن بيئة التحكيم ومارس تطبيق قوانين اللعبة في الميدان بما صاحب مسيرته من إيجابيات وسلبيات، فمن تابع حلقة الثلاثاء الماضي من برنامج (الملعب) كان لذكائه بصمة تمييز لاستعراض ثلاث حالات متتالية متشابهة حدثت في مباراتي الأهلي والاتفاق والهلال والرائد في الجولة الثامنة من دوري المحترفين، وبدأ المطلق حديثه باستعراض اللقطة الأولى بتجهم وهي اللقطة الخاصة بطرد اللاعب معتز الموسى وكيف بزعمه أن الحكم اتخذ القرار الصحيح بإبراز البطاقة الحمراء للاعب الأهلي على الرغم من أن اللاعب لم يلمس رجل منافسه وقفز بقدميه باتجاه الكرة، وعندما جاء دور اللقطة الثانية لحركة مطابقة من لاعب الهلال محمد الشلهوب تجاه لاعب الرائد وعلى الرغم من أنها أصابت قدم اللاعب المنافس بخلاف كرة معتز قال المطلق بابتسامة إنها تستوجب كرتًا أصفر فقط، وأن الشلهوب لاعب خلوق لم تحدث منه تلك التصرفات سابقًا ولم يبق إلا أن يقول إن على الحكم إبراز الكرت الأحمر للاعب الرائد لأنه لم يتفادى انزلاقة الشلهوب نحو قدمه.
ـ وفي اللقطة الثالثة للاعب الرائد تجاه لاعب الهلال أعاد نفس التقييم وقال إنها تستحق الكرت الأصفر فقط، وبالتالي فإما أن كل المتابعين العقلاء والمنصفين الذين تابعوا تلك الاستعراضات الكوميدية ضحكوا لمجرد الضحك أو أن المطلق أراد تسليتنا وإخراجنا من كآبة الأخطاء التحكيمية والهفوات التي حرمت الأهلي فوزا يستحقه ولم تحرم الهلال فوزا يستحقه أيضاً.
ـ وبغض النظر عن تحول برنامج تحليلي تحكيمي إلى برنامج (اضحك كركر) فإن رؤساء الأندية أعجبوني وهم يلتزمون الصمت تجاه أخطاء التحكيم ربما هو التزام نحو دعم الحكام ومحاولة لإعطائهم الفرصة كاملة لاكتساب الثقة، وأنا في هذا الشأن أحييهم على هذه الخطوة، إلا أنني أجد من الضرورة الاهتمام برصد أخطاء الحكام وتوعيتهم بها حتى لا تتكرر مثلما يحدث في اللقاء الشهري للحكام ورئيس لجنتهم الخبير عمر المهنا، وعلى المهنا وهو الحريص على سمعة التحكيم والحكام إيضاح الفرق في انزلاقات اللاعبين وما يستوجب منها الأحمر والأصفر وشد اللاعبين داخل منطقة الجزاء كما حدث للراهب في منطقة جزاء الاتفاق لزيادة وعي الجماهير الرياضية وحتى لا تحتج في مواقف مشابهة لاحقا، وعليه أيضا مواجهة علي المطلق بأخطائه حتى وإن كان محللاً تحكيمياً والتداخل معه كما فعل ذلك ذات مرة لأننا سنظل نبحث عن معالجة صحيحة متعقلة لهفوات التحكيم لا معالجة مبتذلة تغلب عليها المجاملات..
ـ قراران حكيمان ورائعان للأمير نواف بن فيصل شهدهما الوسط الرياضي في اليومين الماضيين تجاوباً مع الطرح المهتم برياضة الوطن، الأول كان القرار الخاص بإعداد خطة شاملة للرفع من كفاءة الاتحادات ومنسوبيها، والثاني تشكيل لجنة برئاسة الخبير الرياضي المعروف وعضو اتحاد كرة القدم أحمد عيد لإعادة صياغة لائحة الانضباط والتواصل مع الأندية، وكلاهما قراران يصبان في مصلحة الرياضة السعودية وكرتها المتوثبة للخروج من مأزق الإخفاقات.