خذني معك يا التاكسي
ـ ربما كان تيسير الجاسم أحد أفضل لاعبي المنتخب أمام تايلند من خلال عطاء يصب في إطار العمل الإيجابي الجماعي المطلوب ميدانيًا والذي يهدف المدربون عادةً إلى تجسيده من خلال خططهم وأفكارهم التكتيكية، وركزت هنا على دور الجاسم لأبرز في المقابل أدوارًا سلبية للاعبين آخرين كنا نعول عليهم في القيام بالمبادرات الهجومية إلا أنهم مالوا للسلبية والأنانية والبعض منهم يبرزون بشكل لافت مع أنديتهم ولكنهم مع المنتخب لا يؤدون بالشكل الذي تنتظره الجماهير الرياضية السعودية التي تود أن ترى لاعب المنتخب أكثر حرصًا على إبراز إمكانياته وموهبته وألا يدخرها من أجل منتخب أخضر كلنا نتذكر نجومه السابقين وهم يسقون عشب الملاعب بعرق حماسهم وإصرارهم وروحهم العالية دون تفكير في أي جوانب أخرى قد تضر بإنتاجيتهم وعطائهم داخل الملعب، وضربت مثلاًً بتيسير الجاسم لأنه لم يعر موضوع التاكسي أي أهمية وتجاهل الأمر كأن لم يكن وركز على إبراز صورته كلاعب مخلص داخل الميدان الأخضر.
ـ لن أحدد أسماء ولكن الشارع الرياضي والمشجع البسيط يدرك أن هناك أسماء تحرص على الظهور و(البروزة) أكثر من حرصها على المشاركة الفاعلة لعدة تأثيرات منها الإعلام الذي يعد هذا اللاعب أو ذاك نجما منزها من الأخطاء وسواءً قدم مستوى أو لم يقدم فصورته ستظل ناصعة إعلاميًا من خلال التلميع الدائم ومدح اللاعب بما ليس فيه من مميزات ونجومية بينما هناك لاعبون لا يهمهم أن وصلوا بتاكسي أو (بانوراما) إلى مقر المعسكر بل همهم الوحيد تقديم الفائدة والمشاركة في رفع راية الوطن خفاقة في المشاركات والمناسبات المختلفة.
ـ لقد اختلف التعاطي الإعلامي مع المنتخب بحسب الأهواء والميول مقارنةً بطرح عقلاني ومنطقي في الماضي كان يركز في أغلبه على مناقشة السلبيات وتحفيز اللاعبين بمختلف انتماءاتهم لنجد أمامنا في النهاية منتخبًا موحدًا في قالب أخضر جميل يحرص على إسعاد الجماهير وأبناء الوطن الغالي، أما اليوم فكما نتابع في عدد من المباريات أن النجم (المحصن) إعلاميًا وصاحب الحظوة لم يعد (يعرق) كثيرًا ولم يعد يبذل جهدًا مضاعفًا للحفاظ على اسمه وصورته لكونه يدرك أن هذه الصورة ضد الخدش.
ـ إن إدارة المنتخبات بحاجة ماسة اليوم أكثر من أي وقت مضى بإعطاء الضوء الأخضر للجهاز الفني للقيام بإجراء تقييم فني للاعبين ومراجعة عطاءاتهم في المباريات الماضية وخاصةً من نطلق عليهم صفة النجوم وتسريح كل نجم لا يعي أهمية ارتداء قميص منتخب الوطن أولاً ثم عدم وعيه بأهمية تطوير مستواه وإمكانياته ثانيًا، أما الشعارات التي يرفعها بعض رؤساء الأندية ضد انضمام لاعبي أنديتهم للمنتخبات في المناسبات التي تشارك فيها فهي ليست صحية في كثير من المناسبات لأنها تحرض على التمرد وأقصد هنا تمرد اللاعبين على المشاركة الوطنية واختلاق الأعذار، ورب كلمة قالت لصاحبها دعني.
ـ قوة الشخصية الإدارية أتذكرها أيام الأمير فيصل بن فهد فقد كان (يرحمه الله) يتخذ قرارات قاسية بحق بعض اللاعبين والإداريين في أوقات حاسمة إلا أنها قرارات تربوية هادفة وتجد صداها الإيجابي بعد مرور وقت قصير من اتخاذها وأول من يستفيد منها اللاعب نفسه أو الإداري، فهل نستفيد من هذه الرؤية الإدارية الصلبة؟