الملكي والعالمي
لن تكون مواجهة الملكي والعالمي أو الأهلي والنصر مواجهة عابرة لاعتبارات عديدة من أهمها أنها (كلاسيكو) منتظر حظي خلال الأيام الماضية بقدر كبير من المتابعة والاهتمام لأدق تفاصيل الإعداد وأن النقاط الثلاث تمثل أهمية كبيرة للناديين وجماهيرهما علاوةً على انتصار الناديين في الجولة الأولى على الأنصار والرائد إضافة إلى الحافز المعنوي الذي سيضيفه المنتصر إلى رصيده في رحلة الدوري الطويلة، وكل هذه الاعتبارات ستترك أثرًا وانطباعًا إيجابيًا لدى جماهير الناديين للحضور والمؤازرة خاصةً جماهير الأهلي التي يقام اللقاء على أرض ناديها وقد تابعت بإعجاب تحركاتها المؤثرة لإضافة لمسة حضارية جديدة في عالم التشجيع وحتى في التكريم على طريقتها الخاصة بلفتة وفاء للراحل الأمير محمد العبدالله الفيصل ـ رحمه الله ـ في مباراة هامة كهذه يكفي عنوانها المؤثر (إن غادرت دنيانا فلن تغادر قلوبنا)..
ـ النصر هذا الموسم يختلف كثيرًا عن السنوات الماضية فهو قد عاد قويًا متكاملاً مرصعًا بالنجوم من وزن مالك معاذ وحسين عبدالغني وعنتر يحيى وإبراهيم غالب والقحطاني والسهلاوي ولا مجال لمقارنة هذا الفريق بنتائج العام الماضي وما قبله فهو من أفضل الفرق إعدادًا واهتمامًا وصرفًا على تغيير جلد الفريق واستقطاب اللاعبين البارزين وأتوقع له تسجيل حضور إيجابي هذا الموسم خاصة وأنه غاب عن البطولات الكبيرة سنوات طويلة ويهمه أن تكون عودته من خلال بطولة قوية كدوري المحترفين أو كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال التي حققها نده الأهلي العام المنصرم بكل جدارة واستحقاق، وهذه الضغوط التي يواجهها النصر ربما تكون سلاحا ذا حدين إما أن تعيده للواجهة أو تقذف به إلى المجهول، أما الأهلي فأظن أن بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال ستشكل له حافزًا إيجابيًا لبذل أفضل المستويات والعطاءات لتحقيق أفضل النتائج والمنافسة على ألقاب الموسم إلا أن ما يعيبه هو الإهدار المخيف للفرص المتاحة للتسجيل أمام المرمى كما حدث أمام الأنصار وهذا السيناريو فيما لو تكرر في مباريات الأهلي القادمة فإنه سيفقد الفريق الخاصية الهجومية التي يتميز بها والتي كانت العام الماضي إحدى سماته عندما ظهر كأحد أفضل فرق المقدمة تسجيلاً للأهداف، ويهدر جهود التعزيز الهجومي الذي يعد أحد مرتكزات العمل الفني في الفترة الماضية، ويمكن القول إن الحوسني وفيكتور وهما مهاجمان خبيران قادران على صياغة إمكانياتهما من جديد وتقديم نفسيهما بشكل أكثر قبولاً لدى المدرجات الخضراء العاشقة لا يرضيهما الإطلالات التهديفية الخجولة خاصةًَ وأن فيكتور ارتبط بعقد طويل مع الأهلي لأربع سنوات وهذا العقد ليس المهم فيه المادة بقدر ما تتجسد أهميته في توطيد العلاقة مع جماهير الأهلي بالحضور المستمر والجدية في تقديم ما يرضي الإدارة والمتابع والمشجع..
ـ ولعل ما يبهج هو ابتعاد الأندية وبالذات الجماهيرية عن الحديث عن التحكيم في الجولة الأولى على الرغم من بعض الأخطاء التي صاحبت تلك المباريات وهو ما يعطي للدولي عبدالرحمن العمري وغيره من حكام الجولة مساحة مهم لتقديم أنفسهم بالشكل الذي يرضي المتابعين فهل ستتحقق أمنية: موسم بدون كوارث ؟