2011-08-26 | 18:00 مقالات

رحلة الأمير ومحاضرة الخبير

مشاركة الخبر      

ربما كانت محاضرة الأمير محمد العبدالله الفيصل ـ رحمه الله ـ في جامعة الملك عبدالعزيز من إطلالاته الإبداعية الأخيرة التي تحدث فيها عن الرياضة والخصخصة والاحتراف، وكان الحديث حديث الرجل الخبير والمخضرم عندما شخص واقع الرياضة السعودية وكرتها وإعلامها واحترافها، وقال ما معناه إن على الإعلام دور كبير في زيادة الوعي الاحترافي لدى اللاعبين الذين يحرصون على الملايين وفي نفس الوقت أمامهم واجبات يجب عليهم تنفيذها بحذافيرها، وركز في تلك المحاضرة على ضرورة أن تناقش البرامج الرياضية والإعلام الرياضي قضايا ملحة يحتاجها وسطنا الرياضي وتحتاجها جميع الشرائح من لاعبين وإداريين وجماهير بدلاً من إذكاء التعصب وطغيان الميول ومناقشة قضايا هامشية لا تقدم ولا تؤخر، وكل ما قاله الراحل الأمير محمد العبد الله الفيصل في تلك المحاضرة القيمة هي اليوم حقيقة ماثلة أمامنا بما نطالعه في بعض الأحيان من تراشق واتهامات وملاسنات بعيدة عن المحاور الهامة التي كان يجب أن يتم التركيز عليها..
ـ لن أعود للاءات الثلاثة وانتظام صرف مرتبات اللاعبين والأنظمة الاحترافية التي أعلن من خلالها ميلاد الاحتراف في النادي الأهلي قبل ميلاده رسميًا لتبدأ الأندية فيما بعد تطبيقها وتجسيد نهج النادي الأهلي في ذلك الوقت فقد كنت شاهدًا على عصر ظل الأهلي فيه هو النموذج والآخرون ينهلون منه والإعلام يضرب به المثل، فقد كان محمد العبد الله يريد أن تعم الفائدة والوعي الرياضي وأن يطبق اللاعبون الاحتراف بالحضور للتدريبات الصباحية والمسائية وتناول الوجبات الغذائية في وقتها بالإضافة إلى عنصري الثقافة والتعليم من خلال بادرته بتزويد كل لاعب بجهاز حاسوب إضافة إلى المحاضرات المتنوعة في جميع مجالات الرياضة والاحتراف والتي تهدف إلى زيادة وعي اللاعب ومعرفته بواجباته قبل أن يعرف واجبات النادي وقبل أن يفكر في المردود المادي..
ـ وكدليل على ما كان يرمي إليه الأمير محمد العبدالله في رؤيته البعيدة لمستقبل الاحتراف تابعنا مستوى دوري المحترفين لدينا وهو يتراجع خطوات للوراء على الرغم من وجود بيئة الاحتراف إلا أنها كانت بيئة خالية من التطبيق الصحيح والفعال.
ـ كان يقول للأهلاويين: اتركوا الأمير خالد بن عبدالله يعمل، فلماذا قال هذه العبارة ما لم يكن يعرف عن رفيق دربه الحكمة والخبرة والدراية والعمل المنظم، وما الذي يدعوه لقول ذلك ما لم يدرك أن الأمير خالد رجل رياضي ناجح شكل معه ثنائيًا مثمرًا في سنوات مضت كان للأهلي فيها جناحان داعمان وصلا بالأهلي إلى القمة، ها هو الأهلي اليوم بطل أغلى الكؤوس ولديه كنز مستقبلي يتمثل في أكاديميته ومركز رائد الرياضة لصقل المواهب وهذا يعني أن كلام محمد العبدالله الفيصل بالأمس أصبحنا اليوم نبصم على صحته بالعشرة، فرحم الله الأمير محمد الرياضي والمعلم والشاعر والخبير وأسكنه فسيح جناته.