رأي (مندفع )
الرومي عبدالرحمن فاجأنا مؤخرًا برأي له حول الأهلي ترحمنا من خلاله على بقايا تاريخ مر ولم يشعر به أحد مقارنةً بنجوم نجحوا عطاءً في الملعب وفكرًا خارجه، وليت عبد الرحمن سكت ولم يتقمص هذا الدور بل ويرفضه لأنه لا يتناسب مع أخلاقيات العمل الإعلامي ولا يليق به كمحلل رياضي، فقد تناسى وهو يتحدث عن مصلحة الكرة السعودية أن الأهلي كان أول فريق سعودي يشارك آسيويًا ويصل إلى نهائي بطولة آسيا للأندية والفريق الذي حقق ثلاث بطولات خليجية وواحدة عربية ضمن قائمة بطولات كروية تصل إلى اثنتين وأربعين بطولة، وهو دليل على أن الأهلي يكسب في المكاتب بقوة القانون واللوائح وفي الملاعب بتاريخ ناصع من النتائج والبطولات بالأرقام والشواهد، ونسي كذلك أن الأهلي قد هزم فريقه الشباب بالستة والخمسة أكثر من مرة والأولى كانت في سنة الهبوط، ولست هنا بمستعرض للتاريخ الذي لا يكذب ولا يتجمل ولكن برؤية المراد منها توضيح صورة طالها التشويه ومحاولة تحميل الأهلي وزر وأخطاء غيره من الأندية التي لم تذاكر جيدًا اللوائح والأنظمة فوقعت ضحية الإهمال ليس مرةً ولا مرتين بل أكثر.
ـ لست ضد عبدالرحمن ولكن ضد رأي (مندفع) لم يوفق من خلاله صاحبه في الوصول إلى تشخيص حقيقي للمشكلة التي تتكرر في ناديه في قالب رؤية نقدية سليمة تقول للمخطئ أخطأت وللمصيب أصبت..
ـ من يؤمن بأن الأهلي ضمن مقعده في الدور نصف النهائي عطفًا على كسبه لاحتجاجه في قضية السعران يغفل نظرية معروفة ومشهودة وهي أن كرة القدم لا تعترف سوى بمن يبذل لها عصارة جهده وإمكاناته طوال تسعين دقيقة داخل المستطيل الأخضر خاصةً أن الأهلي لن يلاقي فريقًا صغيرًا بل فريقًا يضم نخبة من اللاعبين المتميزين، وحتى من أبجديات كرة القدم عنصر احترام الخصم مهما كانت قدرات وإمكانيات الفريق المقابل وهو ما يسمى بالذكاء الميداني أو التعامل المثالي مع مثل هذه المباريات المصيرية التي تكون نتيجتها تأهل فريق ومغادرة آخر..
ـ وإذا عدنا بالذاكرة لأجواء ما قبل مباراة الإياب لوجدنا أن الأجواء المشحونة وما سايرها من إسقاطات واستفزازات قد انجلت نوعًا ما الآن بحق مكتسب لصاحب الحق وأصبح على الجمهور الأهلاوي الذي يحسد ناديه على فاعليته وكثافته وحضوره في عز انكسار الفريق كرويًا دور إثبات أحقيته بالتميز عن بقية الجماهير الرياضية وأن يؤدي نشيده الرسمي وأن يساند فريقه وأن يستجيب لنداء العقل في تصريح الحكيم الرياضي الأمير خالد بن عبدالله بضرورة عدم الالتفات لاستفزازات الآخرين والتركيز على دوره المعنوي، وعلى لجنة الانضباط أيضًا مراقبة الآخرين وما يصدر منهم تجاه جمهور يمثل ملح المنافسة الرياضية وجمال مشهد المدرجات السعودية..