حالة إقصاء تعيدنا للحاسبة والإحصاء !!
ننسى في خضم الأحداث المتتابعة في أنديتنا أو منتخباتنا أن قياس حالة إقصاء لمدرب في نادٍ ما بإسقاطها وكأنها مشكلة في ذلك النادي فقط أن الرياضة السعودية ـ أندية ومنتخبات ـ عانت الأمرين من تعاقب المدربين وعدم الاستقرار الفني والتدريبي، وعودوا إلى السنوات الماضية وما صاحبها من إقالات واستقالات وإبعاد وانعكاس هذه الأحداث على أنديتنا ومنتخباتنا، ووجدت وقتها تفاعلاً إعلاميًا سلط الضوء على سلبية مثل هذه القرارات مما يعني أن الحالة التي نتحدث عنها اليوم عندما أبعد الأهلي مدربه سوليد هي حالة ليست جديدة في ظاهرها على مجتمعنا الرياضي إلا أن الطرح الذي قرأته حول موضوع إبعاد سوليد كان في مجمله متناقضا وجانبه الصواب في عملية بناء الرأي على تصريح صحفي لم يقله المدرب سوليد بتاتًا، فالرجل نفى في حديث موثق لصحيفة الشرق الأوسط ببادرة شخصية منه ما ذكر عن وجود تدخلات إدارية في عمله بل وأنه أثنى على التعاون الإداري معه في سبيل تحسين صورة الفريق، وربما تظهر في هذا الإطار صورة أخرى من صور التعاون الإداري في تلبية متطلبات المدرب سوليد عندما قرر بأن يكون الخياران الأجنبيان المتبقيان في قائمة الفريق في خانة الهجوم بدلاً من المحور وتم اختيار واندرسون والحوسني وهذا دليل يعطي بعدًا آخر للصلاحية الفنية وعدم التدخل الإداري، والمسألة هنا تتعلق بقناعات فنية لم تسعفه خبرته في تجاوزها في الأهلي لذا كان من الصعب استمراره وسط هذه القناعات التي عجلت برحيل تسع نقاط كاملة من رصيد الفريق في ثلاث مباريات متتالية، وهذا الأمر من البديهي أن يحدث في الهلال أو النصر أو الاتحاد عند المرور بهذا الوضع المتردي نتائجيًا وفنيًا..
ـ لقد كنت أتمنى عند الحديث عن مثل هذه الأمور الحديث عن فكر رياضي عام يتعلق بعلاقة أنديتنا بمدربيها المستقطبين لإدارة فنية كاملة الصلاحية وهذه ليست موجودة في الهلال فقط حتى يتم ذكره كاستشهاد مقرون بأدلة البطولات المتحققة بل موجودة في معظم الأندية ومنها الأهلي والاختلاف فقط في محور النجاح العملي الذي يتمثل في الأدوات وفي مقدمتها اختيار اللاعبين الأجانب وهو الجانب الذي تميز به الهلال خاصة ً السويدي ويلهامسون الذي اعتبره رئة الهلال والمساهم الرئيسي في بطولاته، وتلك ميزة تحسب للهلال ولا تقلل من قيمة العمل الإداري أو الفني لأن النسبة الأكبر في ميزان تحقيق أي بطولة تعتمد على الجهد الميداني والعطاء العناصري..
ـ الأهلي مجال ضرب الأمثلة في بعض الأعمدة استقطب المدرب الصربي ميلوفان رايفيتش وهو صاحب سمعة تدريبية كبيرة وإنجازات متميزة وسيمنح صلاحية كاملة في اعتماد منهجيته وخياراته، ونجاحه ليس مرتبطًا بسمعته بل بمدى تعاون اللاعبين معه لترجمة إستراتيجيته في أرض الميدان، وليس اللاعبون وحدهم من يتحملون المسئولية في هذا المضمار بل كافة الأهلاويين الذين لا بد أن يدركوا بأن هذا المدرب ليس في يده عصا سحرية للتغيير في يوم وليلة ويحتاج للوقت للعمل والإنجاز وإحداث التغيير كما ذكر في مؤتمره الصحفي الأخير بأن نظرته أبعد من مباراة الاتحاد وتصل ربما لموسم كامل يجرب من خلاله عناصره وخياراته الفنية فإن جاءت بطولة للأهلاويين هذا الموسم في خضم العمل الفني المنتظر فهو أمر جيد إنما الهدف الأكبر هو الاستقرار والاستقرار فقط ومعه تأتي النتائج.