شغب الجمهور مرآة لسلوكيات اللاعبين
دائما ما نقول إن ما تفعله الجماهير في المدرجات مرآة لما يفعله اللاعبون داخل الملعب فإن طغت الروح الرياضية والأخلاق العالية والتنافس الشريف انعكس ذلك على الجمهور تعاملاً ورضا وقناعةً بغض النظر عن الفوز والخسارة وإن طغت الخشونة والعنف والتجاوزات السلوكية تأثر المشجع بهذه السلوكيات وتفاعل معها لدرجة الغليان والعنف كما حدث في مباراة الاتفاق والاتحاد الأخيرة ..
ـ وحقيقةً فما من مبرر نجده للاعب محترف في ممارسة سلوكيات مرفوضة سوى غياب الرادع وعدم وضوح النظام بل وعدم تطبيقه في كل الحالات بالتساوي حتى غدت لجنة الانضباط مضرب المثل في عدم انضباط قراراتها وغيابها الطويل عن الأحداث والدليل لاعب النصر حسام غالي واليوم لاعب الاتحاد محمد نور ومع أن الأخير عوقب بالإبعاد مباراتين بقرار تحكيمي مرتهن بالبطاقات الملونة التي حصل عليها اللاعب إلا أن تهجمه على الحكم المساعد ثم على لاعب الاتفاق قبل التحامه الرأسي بفهد المفرج وأخيرا على زميله الخلوق حمد المنتشري لمنعه من إجراء مقابلة تلفزيونية كل ذلك فتح الباب على مصراعيه للتساؤلات عن أسباب هذا الفلتان وغياب القانون ودراسة الأحداث لمنع تكرارها واتضح جليا أن وراء هذه التجاوزات غياب العقاب الرادع في حينه مما دعا مسؤولي الأندية للمناداة الدائمة بمحاسبة اللجان المقصرة وفي مقدمتها لجنة الانضباط ..
ـ إننا نسعى من خلال أمانة الكلمة للوصول إلى حلول تعين المسؤولين عن رياضتنا على تحقيق العدالة بين الجميع ومن المؤكد أن المسؤولين لا يرضيهم ما يحدث أمام أعينهم من سلوكيات خاطئة وتجاوزات تعرضها فضائيات منتشرة وتلقي بظلالها على المدرجات والشارع الرياضي وهم في هذا أيضا مسؤولون عن هذه الانعكاسات الخطيرة التي تزداد وتتفاعل بسبب التهاون والتقصير في العمل من أعضاء اللجان ..
ـ لقد قرأت خبرا في صحيفة (الجزيرة) عن تغييرات واسعة ستشهدها لجنة الانضباط وتعديلات على قوانينها تسري بصفة مستمرة ولا تغيب عن الأحداث فاستبشرت خيرا لمعرفتي بحدس المسؤول وحرصه على فرض النظام داخل الميدان الرياضي وخارجه وازددت تطلعا لمتابعة الجديد في هذا الأمر ولاسيما أنه لا ينبغي السكوت عنه بعد معرفتي أن اللجنة ستعقد اجتماعا يوم غد السبت لمعالجة سلوكيات اللاعبين وفرض العقوبات المناسبة لتكون عبرة لبقية اللاعبين للتقيد بالأنظمة والبعد عن التجاوزات ..
ـ في بيان الاتحاد الأخير وردت جملة خطيرة لم أكن أود أن ترد في سياق البيان وهي التماس العذر للجمهور في تصرفاته وعنفه فمهما كان تأثير ما يحدث داخل الملعب فلا ينبغي في سياق التأثير على المتابع أن نجد المبرر للجماهير بل ما ينبغي هو الحث على التحلي بالروح الرياضية والالتزام بالنظام وعدم إحداث الفوضى لأن ذلك من صميم عمل الإدارات الرياضية في الأندية في توعية جماهيرها فإذا كان الجمهور هو من يحتج ويقرر فما دور إدارات الأندية التي تقوم بدورها في المتابعة والاحتجاج على القرارات إذا لزم الأمر ؟.