فقدنا التأهل ولم نفقد عقولنا
لا صوت يعلو على صوت الشارع الرياضي المشتعل جراء عدم تأهلنا إلى المونديال للمرة الخامسة على التوالي فنحن قد اعتدنا على معانقة عنان السماء بانتصاراتنا وإنجازاتنا وننسى في غمرة أفراحنا سلبياتنا وأخطاءنا لذا جاء الإخفاق هذه المرة مرًا بطعم العلقم للشارع الرياضي المعتاد على لغة الانتصار ومتوقعًا في نظر الخبراء والعالمين ببواطن الأمور الذين يدركون أن مهر التأهل في هذا الوقت غير متوفر لعدة أسباب أهمها صياغة المنتخب الفنية وتأرجح نتائجه في التصفيات إلى أن تسلم بيسيرو مهمته في وقت متأخر كنا وقتها نحسب حساباتنا بالأرقام فتحولت تلك الأحلام إلى أوهام وهنا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نلوم بيسيرو وجهازه الفني فهو قد عمل بجد واجتهاد على إنقاذ ما يمكن إنقاذه ولكن بعد فوات الأوان وعلينا أن نسلم في النهاية بأن ما حدث لنا أمر متوقع بل ومنطقي جدًا ..
ـ قد يكون بيسيرو أخطأ تكتيكيًا في التعامل مع بعض المباريات إلا أن لغة الأرقام ومعيار العمل يؤكدان أن النتائج أنصفته قياسًا بالنتائج الهزيلة التي تحققت للمنتخب في فترة التصفيات المبكرة أو في المرحلة الأولى منها وبالتالي فإن من الحكمة في هذا الوقت إعطاءه فرصة أكبر وفسحة من الزمن للتخطيط لمستقبل المنتخب حفاظًا على الاستقرار الفني واستمرارًا لجهوده السابقة فهو لا يتحمل مسئولية ضياع الفرص بين أقدام مهاجمي الأخضر كما أنه غير مسئول عن اتكالية لاعبيه في هدف التعادل البحريني القاتل في الرمق الأخير من المباراة ومن غير المعقول أن يتصرف لاعبونا بهذه الكيفية مع الثواني الأخيرة وهم يملكون من الخبرة والتمرس الشيء الكثير !!
ـ فقدنا التأهل ولم نفقد عقولنا وعلينا أن نفكر بروية وحكمة للمستقبل فنحن وإحقاقًا للحق لا نستحق الوصول إلى مراحل متقدمة بهذا الشكل الفني والكل شركاء في المسئولية ..
ـ إعمال العقل يعني دراسة السلبيات أيًا كان موقعها والاستماع للأصوات الخبيرة في الأندية المتمثلة في رجالاتها ذات الباع الطويل في الرياضة إدارةً وممارسةً بل والجلوس معها والإنصات لها ثم يأتي تنفيذ الخطط والعمل المدروس .. لا نريد أن نسمع عن الخطط والبرامج المدروسة دون أن نلمسها على أرض الواقع ..
ـ سنعود بعد العيد لمنافسات الدوري المحلي وكأس الأمير فيصل بن فهد وسننسى هموم المنتخب الذي لم ينسنا جماليات الأهلي وانتصاراته بشكله الفني المتجدد وبداية النصر القوية وسنعود لمساجلات الأندية الكبيرة وطموح الأندية الصغيرة ونتمنى أن تختفي قضاياها وشكاويها ولو أن هذه الأمنية أصعب من أن تتحقق.