العبث بالتاريخ
لم يكن المالكي مؤرخاً في يوم من الأيام بل هو غير معترف به في مجتمع المؤرخين المعروفين والذين يعتد بهم في كتابة التاريخ الرياضي ولهم مؤلفاتهم المجازة وأحاديثهم الموثوقة لذا فما يهرف به أو ينثره في حائط ناديه لا يؤخذ على محمل الجد دائماً فقد غاب طويلاً عندما أحس بأن القدادي المؤرخ الرائع والموثق الفعلي للحركة الرياضية في المملكة العربية السعودية قد أخذ المساحة التي يستحقها في الإعلام المرئي والمقروء كمؤرخ معروف مد جسور التواصل مع المؤسسات الرياضية ورموز الرياضة ورجال الأندية وكبارها وصناع تاريخها على العكس تماماً من المالكي المنغلق على نفسه الذي إذا أراد أن يلفت الأنظار ويعود بعد غياب تعرض بالشتيمة للنادي الأهلي ظناً منه أنه بهذا الفعل ينتقم من كيان صنع له ولجيل يماثله المعاناة، فكل ما ذكره سواءً عن تاريخ التأسيس أو الألوان أو الاسم لا يمثل بحثاً تاريخياً موثقاًَ لعدم أهليته لذلك ـ الكاتب والمكتوب ـ لذا فإن الدكتور عبدالرزاق أبوداود كباحث تاريخي له مداولاته ولقاءاته في مجال تاريخ التأسيس والألوان والاسم علاوةً على تاريخه الشخصي كلاعب كرة قدم وقائد فذ ورئيس ناد خبير هو من تولى ملف تصحيح تاريخ الأهلي ولن يهبط في التعامل مع هواة (الرغي) أو من أسميناهم سابقاً المفرغين حيث إن مثل هذه الكتابات لن تكون في يوم من الأيام مستنداً صحيحاً لأن كاتبها مفرغ لمادة بدافع الانتقام وليس بدافع البحث التاريخي .. بينما أبوداود والقدادي المؤهلان لدفع الحجة بالحجة سيكونان المثال والقدوة في التناول الموضوعي بحكم أهليتهما وتأهيلهما العلمي فلا نجعل التاريخ ممتهناً ممن مثل المالكي، كما أن الحديث عن التاريخ الرياضي وعن الحركة الرياضية لا يقتصر فقط على شعار أو لون فشعار النادي المفضل للمالكي المخطط واسمه (مسروقان) من ناد سوداني على قيد الحياة حتى اليوم وهو نادي اتحاد واد مدني فلماذا نرهنها بالشعارات والألوان ونترك لب الموضوع؟ .. فالمالكي والتاريخ لا يلتقيان وعلى وزارة الثقافة والإعلام أن تتصدى له ولمن لا يملك الحق في التناول التاريخي وأن نعطي هذا الحق فقط لأصحابه فقط المؤهلين.