الانفعال يهدم ولا يبني
(القرارات المتعجلة والانفعالية والبحث عن ضحية كعرف متداول ليست هي الحل).. عبارة بليغة في أجندة اجتماع المجلس التنفيذي الأخير الذي رأسه حكيم الأهلي الأمير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز، جاءت لتبين لجماهير النادي الأهلي بوضوح أن الاتجاه للتغيير في حالات الخسارة على كافة الأصعدة سواء كانت إدارية أو فنية أو عناصرية لن تكون بلسماً شافيا للجراح طالما أننا لمسنا من خلال فترة منصرمة أن هناك عملا دؤوبا وحماسا كبيرا للقيام بأدوار إيجابية كسب منها الأهلي جولة ذهبية وخسر جولات وفي النهاية يفرض المنطق مناقشة الأخطاء والاستفادة من الدروس والاستحاطة بعامل المشورة الذي دائما ما يقي من الوقوع في مواطن الزلل... قد تكون أجواء التفاؤل قد تراجعت قليلا في الساحة الأهلاوية بسبب خسارة مفاجئة وخروج من بطولة مهمة إلا أن تحكيم العقل وتلمس مواقع القصور ليس فقط ميلاً للتهدئة ولكنه أيضا ميل للمنطق والعقلانية والبعد عن التعجل والقرارات الانفعالية.. يجب أن يفصل الأهلاويون تماما بين التقييم والمعالجة من جهة والهروب من المشكلة الأساسية بقرار مستعجل لن يفيد الأهلي من جهة أخرى لذا فإن مناقشات المجلس التنفيذي الأخيرة كانت مثمرة في كل جوانبها حتى وإن كان جمهور الأهلي يتلهف لقرار أيا كان هذا القرار!
ـ جمهور الأهلي جمهور واع يحرص على مصلحة ناديه لذا فقليل من المراجعة وتدارس أوضاع الأندية الكبيرة الأخرى مثل الأهلي وإيجاد مقارنة في العمل الإداري نجد أن إدارات تلك الأندية ارتكبت أيضا أخطاء فادحة وخسرت بطولات وخرجت من فرق صغيرة ومع ذلك استمرت لتنفذ مخططاتها خلال فترتها الرئاسية ولم تجابه بمثل ما حصل في الأهلي.
ـ التغيير هو سُنة الحياة الكونية وأي تغيير للأفضل يعد مطلباً ملحاً ولا تعني هذه النظرية التغيير الدائم الذي يصاحب كل إخفاق فبعض الإخفاقات تقود للبطولات وبعض الأفكار المتعجلة تعيد النادي سنوات للوراء..
ـ في هذه الأيام يستضيف الأهلي البطولة الآسيوية لكرة اليد وجمهوره لا شك أنه سيخرج من إشكالية فريق كرة القدم الأول مؤقتا ليدعم فريق كرة اليد للأندية.. يد الأهلي تسير حتى الآن في طريق الانتصارات في البطولة وهي أكثر من يحتاج حالياً للدعم الجماهيري والوقفة المعنوية الصادقة.. كل التوفيق ليد الأهلي في الآسيوية وطائرته في العربية وكل ممثلي الوطن ويظل الأهلي النموذج حتى وإن تعثرت قدمه.