صور (امسك لي واقطع لك)
بكل تجرد، فقد أظهرت اللقطات التلفزيونية التي نشرتها الصحف أمس إدانة كاملة للشبابيين دون أن يتنبهوا لهذا الأمر، فاللاعب ناصر الشمراني بالفعل كان قريبا من أماكن جلوس بدلاء الأهلي واحتفل أمامهم بنية الاستفزاز، ولاعبو الأهلي في الصور التلفزيونية حثوه على ترك هذا المكان والاتجاه لمكان آخر للاحتفال مع زملائه، وقد أظهرت نفس الصور أن الشمراني قام بحركة إيذاء لوجه زميله وليد عبدربه امتدادا لما كان يقوم به في المباراة من ألفاظ لا تليق بلاعب محترف انحرف بالسلوك الرياضي، حيث صدرت منه ألفاظ غير مناسبة هدفها التقليل من النادي الأهلي ككيان بشهادة لاعبي الأهلي الذين رووا كيف كان اللاعب يمارس سلوكيات غير سوية تضر بالمنافسة الشريفة التي ينشدها الرياضيون في مسابقاتنا لتنعكس على سلوك جماهيري ويخشى من تفاعله مع الأحداث، فتصبح الساحة الرياضية عامرة بالفوضى والاحتقان.
ـ أما قرارات لجنة الانضباط فبقدر ما كانت تحرص على اقتفاء آثار الفوضى في المباراة إلا أنها كان يجب أن تعاقب ناصر الشمراني بأكثر من مباراتين، وأن تمتد قراراتها لتشمل أيضا نايف القاضي الذي كاد أن يقضى على حياة لاعب هو مستقبل المنتخب وأحد عناصره، فقد عرضت الصحف أمس آثار الإصابة في وجه حسن الراهب وعينه اليمنى التي كانت ستذهب ضحية عنف وعدم حماية حكم.. ويبدو أن للتحكيم قصصا مثيرة هذا الموسم تضاف للسجل (الذهبي) للجنة الحكام التي يرعاها الناصر والزيد، فقد مكنت اللجنة الكثيري من إدارة مباراة أكبر من إمكانياته وهو الذي جوبه بالرفض في مباراة الأهلي والاتحاد الماضية التي كان مكلفا بها، فكان الأهلي أول طرف يقابله لينتقم منه بدليل التحامل على لاعبي الأهلي والتساهل في إبراز البطاقات الملونة أمام موجة الخشونة فسنجد شراحيلي مثلا انزلق على قدم لاعب (المنتخب) تيسير الجاسم وكاد أن يعيقه وناصر الشمراني في لقطة تلفزيونية واضحة للجماهير وفي كرة (ميتة) ذاهبة لخارج الملعب ارتمى بجسمه فوق مهاجم (المنتخب) وثروته مالك معاذ، علاوة على أخطاء تحدث عنها خبراء التحكيم، ومنهم الحكم السابق والمراقب في الاتحاد العربي أحمد الوادعي الذي أثبت بالدليل القاطع في صحيفة الجزيرة أن حكم الصالات سعد الكثيري لم ينجح في قيادة المباراة إلى بر الأمان وأنه أخطأ في عدم اتخاذ قرارات مفصلية واضحة وتساهل مع العنف كما أنه لم يحتسب لتيسير الجاسم أي خطأ سواء داخل أو خارج منطقة الجزاء، مع أن هناك من ذكر من الخبراء أن اللاعب عبدالله شهيل أعاق تيسير الجاسم بالفعل، أما ضربة الجزاء الشبابية فقد كانت مثار تندر وجدل وسخرية بل وخوف من المستقبل، ومن حق جمع الأندية أن تخشى على مكتسباتها طالما هذه هي صورة التحكيم!
ـ الحمد لله أن الزيد والناصر ليسا عضوين في لجان قارية أو دولية، وإلا لأضحكا علينا العالم بتبريراتهما لحادثة الراهب والأخطاء التحكيمية في المباراة، فهما يريدان دعم حكم المباراة ولكن ليس بهذه الصورة التي تهز الثقة أمام الرأي العام وللجماهير الرياضية بمختلف ميولها، فقد كان يجب على لجنة الانضباط أن تحيل الحكم إلى التحقيق وهو الذي أضر بأجواء المباراة وأحال المنافسة إلى (مرافسة).
ـ إذا كان هناك من رغبة في تطوير التحكيم فيجب إسناد إدارته إلى خبراء أجانب أو عرب أصحاب خبرة، وأن يتم إنشاء هيئة رياضية تضم شخصيات محايدة تعود إليها الأندية عند وجود أي خلاف، وهو ما سبق أن تطرق المسؤولون له بالوعد بإنشائها، وأتطلع كما تتطلع الجماهير الرياضية أن تنتهي رواسب التحكيم عند هذا الحد، وأن نواكب مسيرة دوري المحترفين بصورة إيجابية، بعيدة عن (امسك لي واقطع لك)!