التجميد ودور الأمين المفقود
بعد قرار فيفا بالأمس تجميد أنشطة الرياضة الكويتية ـ والذي لم نكن نتمناه بحق رياضة دولة شقيقة ـ تحولت مباراتا ممثلينا الخليجيين الأهلي والنصر ذهاباً وإياباً إلى نهائي ينتظره الرياضيون كونه يجمع قمتين كرويتين كبيرتين بغض النظر عما سجله الفريقان من حضور في جولات دوري المحترفين المحلي الماضية، وإذا كان الأهلي والنصر الآن في مواجهة نهائي فإن الحسابات بلا شك ستختلف والاستراتيجيات التكتيكية ستتغير لحرص الفريقين على عدم التفريط بهذه الفرصة التي جاءت لهما على طبق من ذهب لتصالح أحدهما بجماهيره وربما ترسم طريقاً جديداً على صعيد العمل المعنوي وصولاً إلى بطولة أخرى، ومن هذا المشهد فإن البطولة الخليجية قد باتت على أعتاب بطل يجدد علاقته بكأسها، فالأهلي سبق له أن حققها مرتين عامي 1985 و2002 والنصر مرتين أيضاً عامي 1996 و1997 ومن هنا يزداد الإصرار على التواجد في منصات البطولات من ناديين لهما في الأصل تاريخهما الحافل، فمن يا تُرى سيربح الكأس الثالثة له في تاريخ هذه البطولة؟ ومن سيسعد جماهيره وأنصاره ويجعل للركض الكروي مستقبلاً أمام جماهيره شكل أكثر جمالاً بل وسيختزل الكثير من الإشكالات التي طفت على السطح خصوصاً فيما يخص علاقة الجماهير بالنادي ومتابعته ومساندته.
ـ سيكون من الأفضل الآن وبعد صدور قرار تجميد الرياضة الكويتية وإبعاد ممثليها خليجياً ـ القادسية والسالمية ـ أن تعتمد اللجنة التنظيمية مواعيد النهائي المقررة في الأساس في شهر ديسمبر 2008 كمواعيد نهائية لمباراتي الأهلي والنصر في الذهاب والغياب مع قرعة جديدة تحفظ حقوق الناديين، فالموعدان الحاليان سيقيدان الأهلي والنصر علاوة على أن هذين الموعدين لم يعد لهما أهمية في ظل تحول مباراتي الأهلي والنصر من نصف نهائي إلى نهائي وسيحرمنا من ظروف أفضل لتقديم صورة أقوى لفريقين يملكان كل الإمكانات التي تجعلنا كمتابعين أن نستمتع بكرة سعودية خليجية جميلة مع الأخذ في الاعتبار أننا الآن نهنئ أنفسنا قبل بداية مشوار التحدي بين الناديين بأن البطولة الخليجية باتت سعودية الهوية سواء فاز الأهلي أو فاز النصر.
ـ في المرة السابقة خالفت اللجنة التنظيمية لدول مجلس التعاون لكرة القدم أنظمة فيفا بعدم إعطائها أي ميزة للفريق المتصدر في مجموعته وكان الأهلي هو الضحية معتمدة في ذلك على أنظمة قديمة عندما كانت البطولة ثلاث مجموعات ويتأهل الفرق الثلاثة صاحبة المركز الأول وأفضل ثانٍ في المجموعات وقلنا حينها إن اللائحة موجودة ولكنها أصبحت قديمة بمجرد انسحاب فريق قطري وفريقين إماراتيين وتوزيع الفرق على مجموعتين وكان يتوجب على اللجنة في هذه الحالة تغيير النظام ومواكبة أنظمة فيفا، بحيث يكون هناك ميزة لمتصدر المجموعة، وبعد ذلك وقعت اللجنة في خطأ آخر بإشهار تعيين حكم بحريني موقوف آسيوياً لمباراة الأهلي والنصر وجوبهت هذه الخطوة بتحفظ كبير ربما لدى الناديين على الحكم وهي الآن تجتهد في خطوة جديدة بعد تجميد النشاط الرياضي في الكويت وعليها إنصاف الأهلي والنصر بأن يلعبا النهائي في موعديه المقررين في الأساس نهاية هذا العام وليس الآن.
ـ كان على اللجنة المنظمة ألا تخضع لأي ضغوطات وكان على فيصل عبد الهادي أن يفعل دوره أكثر لمصلحة كرة القدم السعودية.