استغلال ابن (البلد)
كأني بالفوز على الإمارات قد أخمد بركان الانتقادات التي كانت ستثور في وجه المنتخب حال خسارته أو تعثره فقد جاء الانتصار في وقته وعوضنا إخفاقنا بالتعادل أمام إيران في المباراة الأولى على أرضنا.. إلا ما يجب أن ندركه جميعاً أن المنتخب الذي تبادلنا التهاني بنقاطه الثلاث الثمينة من أرض أبو ظبي يحتاج إلى عمل فني أكبر وتنظيم مثالي داخل الملعب لكي يستفيد من كم الإمكانات الموجودة والعناصر البديلة الجيدة لتصنع الفرق مثلما الفريدي عندما حل بديلاً للشلهوب أي أننا بحاجة إلى أوراق رابحة داخل الملعب وخارجه تترجم العمل التكتيكي وترجح كفة المنتخب في أوقات المباراة الحاسمة، وإذا كنا قد اختتمنا الجولة الثانية بأربع نقاط وصدارة فمن المهم الآن استغلال الوقت الطويل الفاصل عن الجولة الثانية بأربع نقاط وصدارة، فمن المهم الآن استغلال الوقت الطويل الفاصل عن الجولة الثالثة في تدارس الأخطاء ومعرفة مكامن القصور والاستفادة من الانتقادات البناءة والهادفة، أما انتقادات الاستديوهات المبنية على العاطفة أحياناً أو تلك الخارجة عن النص مثلما نشاهد في بعض القنوات الخليجية فهي لم تأتِ بجديد.. فمحاولة النيل من الأخضر هي الصورة المتكررة التي تكاد تلازم منتخبنا في كل المحافل من قِبل تلك القنوات بل إن بعضها ـ أقصد القنوات الخليجية ـ لا تستضيف سوى الخارجين عن النص من بعض أبناء (البلد) إمعاناً في الإساءة للأخضر بل إنها تستغلهم أسوأ استغلال وتكشف عورات طرحهم المتدني سواء من أولئك الموقوفين أو المتعثرين محلياً وتأتي صور الاستضافة بالاتصال الهاتفي مثلاً وتكرار أسئلة مملة الهدف منها شق الصف كالسؤال عن إمكانات ناصر الجوهر أو السؤال عن سبب عدم ضم محمد نور أو غيره من اللاعبين فتأتي إجابة ابن (البلد) سريعة على الرغم من ركاكتها بمسايرة الفكر المضاد والنيل من القائمين على الأخضر.. ومهما يكن فقد اعتدنا من منتخبنا الرد في الميدان وإلجام هذه الأصوات بتحقيق الانتصارات ولعل الفرصة سانحة الآن والمنتخب في صدارة مجموعته أن يركز على استراتيجية واضحة تضمن له تحقيق القدر الكافي من النقاط في مباريات الذهاب والإياب وعدم الوقوع في أي عثرة جديدة من شأنها أن تكلف المنتخب الكثير أو تصعّب من مهمته.
ـ انطلاقة دوري المحترفين السعودي تعني العودة إلى أجواء الإثارة في الموسم الكروي بصورة جديدة وشكل أكثر قوة سواء من حيث جاهزية الفرق وانعكاسات استفادتها من العقود الاستثمارية التي قامت بتوقيعها ومن ثم معسكراتها ولاعبيها الأجانب.. ولعل البداية القوية للقاءات الكبار في الدوري بمباراة الأهلي والنصر غداً عجلت بلحظات التنافس ومباريات الأقطاب الكبيرة وهو ما يجعلنا نسترجع مشاركة الفريقين في البطولة الخليجية وصدارة الأهلي لمجموعته وحلول النصر ثانياً في مجموعته والظروف الفنية التي صاحبت رحلتهما تلك تحتم عدم إعطاء رؤية واضحة حول مستوى الفريقين بحكم أن انطلاقة التصفيات الخليجية جاءت في وقتٍ مبكر وفي مخطط الإعداد.. وفي اعتقادي أن ذلك ليس مقياساً في جانب الإعداد، فالفريقان يملكان عناصر جيدة وشابة والميدان سيكشف الأفضلية وليس الحكي والأحاديث الصحفية.. كما تكمن أهمية المباراة في المتابعة الجماهيرية خصوصاً جماهير الناديين الكبيرين الطامحين في بداية قوية وثلاث نقاط ثمينة.
نتمنى أن يظهر دوري المحترفين بحلته الجديدة قوياً ولائقاً بسمعة الكرة السعودية والأهم أن يواكب حكامنا هذه النقلة بالحرص والدقة وإنصاف الأندية وعدم الوقوع في أخطاء الماضي المريرة.