بطولات الأندية وانعكاساتها على التخصيص
هناك فرق عندما نتحدث عن قوة الماركة "العلامة التجارية" Brand Strength وقيمة الماركة Brand Value، فالأولى ذات علاقة مباشرة بالأداء والشهرة والإدارة، وتعتمد على عدة عناصر، منها حجم استيعاب الملعب وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي ورضا الجماهير، إضافة إلى الخدمات العامة. ويأتي في مقدمة الأندية الأكثر قوة ريال مدريد بنسبة 96.1 في المئة، ثم برشلونة بنسبة 95.4 في المئة، وبعدهما بايرن ميونيخ بنسبة 92.1 في المئة، ومانشيستر يونايتد بنسبة 91.4 في المئة، وأخيرًا يوفينتوس بنسبة 90.5 في المئة.
وفيما يتعلق بقيمة العلامة التجارية Brand Value فهي ما تمثله نسبة العائد من استخدام الماركة أو العلامة التجارية، وتجدر الإشارة إلى أن قوة الماركة قد تكون عالية ولكن مردودها المالي أقل مثل ريال مدريد الذي هيمن على البطولات مؤخرًا، ولم يوظف ذلك في رفع إيراداته التوظيف الأمثل. ومن الممكن معالجة ذلك من خلال وضع استراتيجية تجارية جيدة تساهم في رفع الإيرادات؛ استنادًا إلى قوة العلامة التجارية، وفي هذا السياق قد جاء مانشيستر يونايتد في المركز الأول برصيد 1.733 مليار دولار، ثم ريال مدريد برصيد 1.419 مليار دولار؛ فبرشلونة بمبلغ 1.418 مليار دولار، ثم تشيلسي برصيد 1.248 مليار دولار، وفي المركز الخامس بايرن ميونيخ بمبلغ 1.222 مليار دولار.
الوضع لدينا يختلف بعض الشيء عنه في أوروبا، ولكن مثل هذه الأمور من الأهمية بمكان، أن نأخذها في الاعتبار، ونحن نتحدث عن تخصيص الأندية؛ فقيمة البراند بالنسبة للأندية السعودية محورية في تحديد الأسعار، ولقد صممت نموذجًا لقياس ذلك يستند إلى البطولات في المقام الأول؛ لأن كل العناصر سابقة الذكر ترمي في النهاية إلى تحقيق البطولات، وهي التي تكفل دون أدنى شك رفع قيمة النادي وقوة علامته التجارية. ونشير بالذكر هنا إلى أنه فيما إذا واصل الريال إنجازاته؛ فبالتأكيد سوف يتجاوز المان في القريب العاجل من حيث قيمة البراند إلى جوار قوته، ولقد توصلت إلى نتيجة سوف أتحدث عنها بالتفصيل في كتابي القادم "بطولات الأندية وانعكاساتها على التخصيص"، قوامها أن قيمة العلامة التجارية لنادي الهلال هي الأعلى بمبلغ 603 مليون ريال، ثم الاتحاد بـ 391 مليوناً؛ فالأهلي بـ 338 مليونًا، وبعدهم النصر بـ 264 مليونًا، فالشباب بـ228 مليون ريال، ولا أجد أن هناك فرقًا بين الأندية السعودية فيما يتعلق بقوة العلامة التجارية في ترتيب الأندية.
وعندما نتحدث عن العلامة التجارية فهي أحد مكونات تقييم النادي، ولا نعني بذلك أن قيمة النادي هي المذكورة أعلاه؛ فهناك عناصر أخرى تندرج ضمن مكونات قيمة النادي، منها الأصول ولا نعني بذلك العقار الذي تمتلكه هيئة الرياضة، والذي عرضت إما بيعه أو تأجيره، وإنما الممتلكات مثل السيارات والأجهزة والمعدات والأثاث وغيره، أيضا هناك اللاعبون؛ فكل لاعب له قيمته السوقية وإجمالي قيمة اللاعبين بما فيهم غير السعوديين إذا ما كان عقدهم ساري المفعول؛ فهم أيضًا يمثلون أحد أهم مكونات القيمة الفعلية للنادي.