متى يتحد النقاد ؟
ـ مفهوم النقد الإيجابي هو ذلك النقد الذي يكشف السلبيات ويطرح الحلول من أجل مصلحة عامة بعيداً عن المصلحة الشخصية أو شخصنة النقد...
ـ المصلحة الشخصية أو شخصنة النقد أعني بها ذلك الناقد الذي لا يرى السلبيات إلا عندما تؤثر بمصالحه أو أنه ينتقد للشخص منفذ العمل وليس للعمل نفسه...
حديثي عن النقد الإيجابي ينطبق على كل مجالات الحياة ولكن بحكم انني ناقد رياضي فسأقتصر حديثي على المجال الرياضي وآلية النقد الممارسة فيه من قبل كثير من النقاد الرياضيين...
ـ أتوسم حسن النية في (غالبية) الزملاء النقاد الرياضيين وأنهم يسعون من خلال نقدهم إلى كشف الممارسات الخاطئة في الوسط الرياضي مع طرح الحلول الممكنة لمعالجة تلك الأخطاء...
ـ فئة قليلة من النقاد الرياضيين وبكل أسف يخرجون بعيداً عن مسار النقد الإيجابي ولا يرون بمجاهرهم النقدية سوى تلك الأخطاء التي تمس فرقهم المفضلة أو الأشخاص الذين هناك ترسبات شخصية تجاههم ...
ـ ولإيضاح أكثر سأركز على جانبين هامين يتعلقان بكرة القدم السعودية وهذان الجانبان أحوج ما يكونان للنقد الإيجابي إذ أن طبيعة عملهما تجعلهما بحاجة للملاحظة والتدقيق والتقويم من قبل النقاد الرياضيين...
ـ الجانب الأول هو حكام كرة القدم....أؤمن بأن الحكم هو في النهاية بشر وأخطاء الحكام تعد جزءً من اللعبة لكن هذا لا يعني أن نردد هذين المفهومين بشكل دائم حتى باتت أعذاراً جاهزة للحكام ...
ـ ترديد هذين العذرين للحكم يساعده على البقاء في دائرة الأخطاء دون تطوير لنفسه بينما أن النقد الإيجابي له يجبره على تطوير نفسه وتقليل أخطائه ليكون بذلك من افضل الحكام...
ـ من سلبيات نقد الحكام من قبل (بعض) الإعلام السعودي هو انتقاء أخطاء الحكام وفقاً للنادي الذي يميل إليه الناقد....بمعنى أنه إذا حدث خطأ من الحكم (أ) ضد الفريق (ب) فإن نقاد ذلك الفريق سيهاجمون (وليس ينتقدون) ذلك الحكم بينما يدخل نقاد الفريق (ج) للدفاع عن الحكم ونفي أنه أخطأ ...طبعاً ذلك كله يحدث دون تشخيص لأخطاء الحكم....
ـ وإذا أخطاء نفس الحكم ولكن هذه المرة ضد الفريق (ج) وبنفس الخطأ السابق فإن من دافعوا عنه بالأمس وبرروا أخطاءه باتوا هم من يهاجمه اليوم في حين من هاجمه بالأمس بات يدافع عنه ويبرر اخطاءه ....
ـ بهذا الأسلوب يشعر الحكم بانه يهاجم بسبب ألوان الأندية وليس بسبب أخطاء أرتكبها وبالتالي يستمر في ارتكاب الأخطاء دون أي تطوير لنفسه ... بينما لو (اتحد) النقاد وانتقدوا أداء الحكم وفندوا أخطاءه بعيداً عن اللون المستفيد او المتضرر فإن هذا من شأنه إصلاح وتطوير ذلك الحكم وبالتالي التحكيم بشكل عام..
ـ الجانب الآخر الذي يختلف عليه (بعض) النقاد هو شخصنة النقد من خلال العاملين في لجان اتحاد الكرة...
ـ من الطبيعي جداً ان يكون لرؤساء وأعضاء لجان اتحاد كرة القدم ميولهم ومن المفترض أن لا يكون لعواطفهم دور في أدائهم لأعمالهم...
ـ ما يحدث وبكل أسف من (بعض) النقاد هو أن نقد عمل لجان اتحاد الكرة يتم حسب ميول رئيس اللجنة أو أحد أعضائها....إذا اتفقت ميول الناقد مع ميول الرئيس أو العضو فلن يكون هناك سلبيات في عملهم والعكس صحيح ... ومثلما يحدث مع الحكام يحدث مع رؤساء واعضاء لجان اتحاد الكرة ...
ـ هذا الأسلوب النقدي المبني على مصالح وميول الأندية والشخصنة لا يمكن ان يصب في مصلحة العمل موضع النقد ولا يمكن أن يقضي على السلبيات ولا يمكن أن يطور العمل أو الأشخاص بينما نبذ المصالح والشخصنة هو الطريق الأمثل لكشف السلبيات وطرح الحلول وتقويم العمل بشكل عام...
ـ متى يتحد النقاد في نقدهم من أجل المصلحة العامة ؟؟