كيف تصدر النصر؟
مازال الوقت مبكراً لتحديد هوية بطل دوري عبداللطيف جميل إذ تبقى 10 جولات فيها 30 نقطة والبطولة (حسابياً) ممكنة لأكثر من فريق إلا أن الواقع يقول إن المنافسة بنسبة 99% باتت بين النصر والهلال.
ـ النصر متصدر بفارق 4 نقاط عن الهلال ويقدم النصر أجمل عروضه ولم يخسر حتى الآن وهو دون شك الفريق الأفضل في كل شيء هذا الموسم... والهلال يطارده بقوة ولا يسمح له بزيادة الفارق.
ـ صدارة النصر لم تأت من فراغ أو بضربة حظ إنما هي نتاج عدة عوامل تضافرت مع بعضها بشكل إيجابي.
ـ أول هذه العوامل من وجهة نظري هي جماهير النصر التي ضربت طيلة المواسم الماضية المثل بوفائها ووقفتها خلف فريقها رغم تعثره وتراجعه بعيداً عن البطولات وحتى مراكز المقدمة.
ـ وفاء جماهير النصر ووقفتها ومساندتها (رغم تردي النتائج سابقاً) شكل ضغطاً كبيراً على رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي وأعضاء الشرف (المساندين والداعمين) ووضعتهم جماهير النصر في موقف لا يحسدون عليه وباتوا مجبرين على العمل والدعم من أجل عودة الفريق.
ـ بينما لو تخلت جماهير النصر عن فريقها لما اهتم كثيرون بعودته وربما اندثر وبات من التاريخ.
ـ وفاء جماهير النصر ومساندتها وضغطها أجبر فيصل بن تركي وأعضاء الشرف المساندين له على ضخ الأموال وإعادة النظر في سياسة العمل وتم الاستعانة بلاعبين محليين متميزين ومحترفين أجانب مقنعين إلى حد حتى بات الفريق مكتمل الصفوف ويملك البديل الجاهز المتميز القادر على سد غياب اللاعب الأساسي وربما التفوق عليه في بعض الأحيان لدرجة أن الأساسي عندما يغيب يجد صعوبة في استعادة موقعه.
ـ استقطابات النصراويين المتميزة نجح في توظيفها من كان أصلاً وراء اختيارها وهنا أعني المدرب القدير المتحمس كارينيو الذي كان علامة فارقة من علامات تفوق النصر منذ منتصف الموسم الماضي.
ـ كثير من تعاقدات النصر المحلية والخارجية كانت من اختيار المدير الفني كارينيو وهذا ساعد كثيراً في نجاح العملية الفنية إذ من الصعب أن يتعامل مدرب مع لاعبين لم يكن وراء حضورهم أو غير مقتنع بقدراتهم الفنية.
ـ كارينيو لم ينجح فقط فنياً مع الفريق بل نجح حتى على الصعيد المعنوي إذ من يتابع تفاعلاته على دكة البدلاء وعلاقاته مع لاعبيه يشعر بأنه خلق جواً إيجابياً من التعاون والتكاتف بين اللاعبين وهو أمر جاء بطبيعة المدرب وليس مصطنعاً إذ لو كان مصطنعاً لما شاهدناه يتصرف ذات التصرف في الأوقات الحرجة للفريق..
ـ كارينيو بطبيعته يتعامل برقة وحميمية مع لاعبيه بل حتى مع مدربي الفرق الأخرى إذ نشاهده قبل وبعد كل مباراة هو من يبادر بالتوجه نحو مدرب الفريق المنافس لمصافحته.
ـ النصر اليوم يعيش تناغماً ليس فنياً فحسب بل حتى على صعيد تكاتف الأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين وواصلت جماهير النصر ذات الدور وهو الدعم والمساندة كيف لا وهي من بدأ فعلاً رسم لوحة النصر الجميل.
ـ على النصراويين أن يؤمنوا جيداً ان البطولة ما زالت في الملعب ومتاحة للهلال مثلما هي متاحة لهم وإذا كانوا يبحثون عن تحقيق الحلم فعليهم العمل على مواصلة تفعيل العوامل أعلاه أولاً ومن ثم احترام المنافسين وأخيراً التعامل مع كل المباريات المقبلة بنظام خروج المغلوب دون أي تفكير بمن يلاحقهم.
ـ النصر لديه 4 لاعبين أساسيين مهددين بالوقف (غالب وشراحيلي وهوساوي والسهلاوي) وخامس بديل (محمد عيد) وفي حال نال الأساسيون البطاقة الثالثة في مباراة واحدة فإن غيابهم دفعة واحدة قد يؤثر على تناغم الفريق مهما قلنا بجاهزية البدلاء وعلى كارينيو أن يتعامل بحذر مع هذه الجزئية التي قد تؤثر على مسيرة الفريق.
ـ ما أود قوله هو أن ما يقدمه النصر هذا الموسم إنما هو درس يؤكد أن العمل الإيجابي وتكاتف أضلاع العمل لا بد أن يأتي بالنتائج الإيجابية.