ساعة بمليون ساعة
أبدأ المقالة بالتأكيد أنني لست مع تأخر الأندية في دفع مستحقات لاعبيها المحترفين وأن موضوع المقالة لا يجب أن يفهمه البعض على أنه دعم للأندية في تصرفاتها الحالية بخصوص الحقوق المالية.
ـ مدخل المقالة كان بغرض التعليق على تصريح للمحترف البرازيلي باستوس قال فيه (ساعة أنهت مشواري مع النصر) موضحاً أن ساعة من الحوار مع إداري فريق النصر كانت كفيلة بإنهاء مشواره الاحترافي مع الفريق.
ـ طبيعي جداً أن تكون ساعة (بل ربما أقل من ذلك بكثير) كافية لإنهاء احتراف باستوس نظير فداحة التصرف الذي بدر منه عندما (تمرد) وحاول لي ذراع إدارة النصر في ليلة مواجهة حاسمة مطالباً بحقوقه.
ـ من حق باستوس (وغيره من المحترفين) المطالبة بحقوقهم مثلما هو (واجب) على إدارات الأندية دفع الحقوق دون تأخير لكن لا يمكن للدنيا أن تسير بشكل إيجابي لو أن كل شخص فرض رأيه (حتى لو كان صحيحاً والحق معه) إذ لا بد أن تتنازل بعض الأطراف أو حتى كلها من أجل مواصلة المشوار في هذا الجانب أو ذاك وفي النهاية هناك لوائح وأنظمة تضمن الحقوق.
ـ التمسك بالرأي (حتى لو كان لصاحبه الحق) يضر في أحيان كثيرة بصاحبه ويشوه سمعته الحالية وربما يضر مشواره المستقبلي وهو ما قد يحدث مع باستوس مستقبلاً عندما يبحث عن عقد احترافي جديد.
ـ الجميع يعلم أن باستوس وغيره من لاعبي النصر بل وكل لاعبي الأندية السعودية لهم حقوق عند أنديتهم واجبة الدفع ومتأخرة لأشهر عدة وهي حقوق سيتم دفعها ودياً أو بقوة النظام.
ـ كان على باستوس ألا يتصرف ذلك التصرف المتهور غير المدروس (حتى لو كان يطالب بحقوقه) فالتوقيت والأسلوب لم يكن مقبولاً على الإطلاق حتى من غير النصراويين.
ـ البعض قال كان على باستوس أن يطالب بحقوقه وحتى عدم اللعب قبل موعد المباراة بعدة أيام وليس بمعسكر المباراة قبل بدايتها ب 24 ساعة.
ـ وأنا أقول كان على باستوس (لو كان حكيماً أو وجد بجواره من هو حكيم) أن ينتظر موعد بداية فترة تسجيل المحترفين الثانية وحينها يطالب إدارة النصر بحقوقه أو يقدم شكواه للجنة الاحتراف ولو فعل ذلك لأيده كثيرون لأنه طالب بحقوقه وفق أسلوب قانوني.
ـ متأكد أن باستوس لم يكن بحاجة (ماسة) للمال لأن النصر كان في أفضل حالاته الفنية ومكافآت الفوز تنهال على اللاعبين وهي مكافآت مجزية تغني (ولو مؤقتاً) عن الراتب الشهري لكنه (أي باستوس) لم يحسب الأمور بشكل إيجابي دقيق فانقلبت سلبية عليه.
ـ لعلني أتذكر هنا موقفاً حدث لي مع المدرب البرازيلي القدير جويل سانتانا عام 1409هـ (إن لم تخن الذاكرة) الذي كان يدرب النصر ويقوده للبطولات بعروض فنية متميزة للغاية وكانت تربطني بجويل صداقة شخصية...حينها لم يكن هناك احتراف ولا شركاء إستراتيجيين وكانت الأندية تعتمد على هبات وتبرعات أعضاء الشرف وكان من الطبيعي أن تتأخر مستحقات اللاعبين ومرتبات الأجهزة الفنية.
ـ يومها سألت جويل سانتانا.. ألا يضايقك تأخر رواتبك الشهرية؟ فأجابني دون تردد قائلاً (لم آت من البرازيل إلا من أجل المال ولكن تأكد أن حقوقي محفوظة وأستطيع الحصول عليها بالكامل حتى لو عن طريق الاتحاد الدولي لكرة القدم).
ـ وواصل جويل حديثه قائلاً (الفريق يحقق الانتصارات وهذه الانتصارات تجلب المكافآت وهي مبالغ تكفيني للعيش بل وتزيد).
ـ المفاجأة الأكبر عندما قال (صدقني في بعض الأحيان لا أكره أن تتأخر مرتباتي لأنني أعتبرها وكأنها محفوظة لدى البنك وسأستلمها متى رغبت بينما لو تم صرفها بانتظام فربما تذهب هباءً).
ـ قارنوا بين موقفي باستوس وجويل لتعرفوا أهمية النضج والتفكير في بعض المواقف مع العودة لمقدمة المقالة والتذكير بأنني لست مع تأخير الأندية في دفع المستحقات المالية للمحترفين أجانب أو محليين او حتى أجهزة فنية أو طبية أو عاملين.