أمس بعشرات الألوف واليوم بالملايين
قبل عدة مواسم لعب المغربي عصام الراقي لفريق الوحدة وأبدع كثيراً، لكن هبوط الوحدة للدرجة الأولى أجبر الراقي على الرحيل فكانت محطته الثانية فريق الرائد، حيث واصل التألق وكان أهم عناصر التفوق في الفريق، وفجأة رحل الراقي عن الرائد وعاد لبلاده وتألق كثيراً مع فريق الرجاء المغربي وساهم في وصوله لنهائي كأس العالم للأندية ما جعله تحت مجهر العديد من الأندية الخليجية.
ـ أحد الأندية التي خطبت ود الراقي (ربما تكون المفاوضات انتهت وتم التوقيع وقت نشر هذه المقالة) هو النصر السعودي وذلك رغبة من الفريق المتصدر لدوري المحترفين السعودي في دعم الصفوف ومواصلة الصدارة بحثاً عن لقب الدوري والتأهل لبطولة دوري أبطال آسيا.
ـ الراقي (لو حدث الانتقال رسمياً للنصر السعودي) فإنه سينتقل بصفقة مالية كبيرة قد تكون ضعف ما دفعه الوحدة والرائد مجتمعين للراقي خلال احترافه السابق.
ـ السبب وراء ارتفاع قيمة الصفقة هو أن النصر غير الوحدة والرائد على صعيد الوضع المالي ما يجعله مطمعاً للرجاء المغربي ولعصام الراقي، إلى جانب أن رغبة النصر الكبيرة في ضم الراقي جعلت ناديه يبالغ في قيمة الصفقة.
ـ السؤال هنا: أين كان النصراويون عن الراقي قبل أن يلعب للوحدة؟ بل أين كانوا عندما ترك الوحدة ورحل للرائد؟
ـ متأكد أن صفقة التعاقد مع الراقي ستكون منخفضة جداً لو أن النصر تعاقد معه قبل 3 أو 4 مواسم أي قبل قدومه الأول للملاعب السعودية.
ـ مشكلة أنديتنا (بشكل عام وليس النصر فقط) أنها لا تجيد اختيار المحترفين الأجانب والدليل أن من ينجحون في ملاعبنا يعدون على أصابع اليد الواحدة .
ـ أيضاً مشكلة أنديتنا (وبالذات الكبيرة منها إعلامياً ومالياً وجماهيرياً) أنها تذهب أولاً نحو أمريكا الجنوبية وأوروبا وتستبعد الملاعب العربية وتترك المحترفين العرب لأندية الوسط والقاع في الدوري المحلي، وعندما يأتي هؤلاء المحترفون ويبرزون تسعى الأندية الكبيرة للتعاقد معهم مقابل مبالغ طائلة.
ـ مثال آخر نراه في نادي الهلال عندما تم الاستغناء عن المغربي عادل هرماش قبل موسمين ثم عاد هذا الموسم ثم تم الاستغناء عنه في موقف غريب يجعلنا نقول: من الذي قرر استبعاده ومن ثم قرر عودته وأخيراً استبعاده؟
ـ أيضاً في الهلال تم التعاقد مع المدافع الكوري كواك تاي قادماً من الشباب خلفاً لمواطنه هوان وهنا نطرح سؤالاً: من اختار هوان؟ لماذا لم تكن نظرته الفنية أكثر صواباً ودقة منذ البداية ويتجه نحو كواك تاي؟
ـ العماني عماد الحوسني بدأ قبل 10 مواسم أو أكثر مع نادي الرياض السعودي مع مواطنيه خليفة عايل وبدر الميمني في صفقة متواضعة الثمن وتركت أنديتنا الحوسني يرحل للدوري القطري وبعد سنوات عاد الأهلي وتعاقد معه بالملايين واليوم يلعب للنصر أيضاً بالملايين.
ـ أنديتنا وبالذات المقتدرة مالياً والكبيرة إعلامياً وجماهيرياً تعاني من ضعف في الاختيار الفني للمحترفين الأجانب أو بمعنى آخر أن الرخاء المالي الذي تعيشه يدفعها لكي تكون أقل تركيزاً في تعاقداتها.
ـ على الجانب الآخر نجد أندية الوسط والقاع (غير المقتدرة مالياً) أكثر توفيقاً في تعاقداتها الفنية لأنها محدودة القدرة المالية وبالتالي لا تقدم على صفقة محترف أجنبي إلا بعد دراسة وتمحيص شديد.