أعضاء الشرف المستثمرون
قبل 3 عقود (وربما أقدم من ذلك) كان الوسط الرياضي يعج بأعضاء شرف الأندية وتحديداً الأندية ذات الشعبية الجماهيرية والحضور الإعلامي الكبير.
ـ في ذلك الحين كان من السهل جداً تقسيم أعضاء الشرف إلى عدة فئات.
ـ فئة عاشقة للنادي تدعم بسخاء دون بحث عن وهج إعلامي حتى أن بعضهم يرفض أي ظهور إعلامي أو حتى ذكر اسمه عبر الإعلام عندما يقدم تبرعاته للنادي لدرجة التهديد بوقف الدعم إذا برز الاسم إعلامياً.
ـ فئة تدعم وفقاً لقدرتها المالية وتقبل بالحضور الإعلامي وتبذل جهداً كبيراً على صعيد الدعم المعنوي ليسير جنباً إلى جنب مع الدعم المالي المحدود.
ـ فئة ثالثة تعد الأكثر حضوراً إعلامياً وتجدهم في كل مباراة يتصدرون المقاعد في المقصورة الرئيسة ويدلون بتصريحات إعلامية في كل الوسائل الإعلامية لكنهم يغيبون عندما يحتاج ناديهم للدعم المادي، بل إن بعضهم قد يكون ممن يثيرون المشاكل داخل أروقة النادي.
ـ ومع مرور الزمن وتعمق الاحتراف بشكل حقيقي وارتفاع مستوى الوعي لدى الجماهير بدأت الفئة الثالثة من أعضاء الشرف تتساقط وتضمحل بينما استمرت الفئة الثانية بحضورها المعنوي أكثر من المادي على اعتبار أن دعمها المادي لم يعد كافياً في ظل الأرقام الفلكية.
ـ الفئة الأولى استمرت بدعمها السخي ورفضها للإعلام مؤكدة مواصلة العشق للنادي، بل إن هذه الفئة هي من وقف الوقفة الحقيقية مع الأندية في ظل أرقام مالية خيالية تتطلبها عقود اللاعبين المحترفين لدرجة أن حتى شركات الرعاية (الشركاء الاستراتيجيون) توقفت لعدم مقدرتها على مواصلة رعاية الأندية بينما ظل أعضاء الشرف (الفئة الأولى) يدعمون بسخاء.
ـ انظروا في النصر(على سبيل المثال فقط)..لاوجود لشريك استراتيجي ومع ذلك هناك أعضاء شرف محدودون يدعمون بسخاء دون حضور إعلامي ولولا دعمهم والدعم الكبير من رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي لما كان النصر في وضعه الفني وموقعه الحالي في سلم الترتيب.
ـ في الهلال أيضاً لم يكن الشريك الاستراتيجي وحده قادراً على دعم مسيرة الفريق ولولا دعم سخي كبير من أعضاء شرف أوفياء لا يهمهم الإعلام بقدر ما يهمهم بقاء الهلال قوياً لما كان الهلال في حاله الفنية التي هو عليها منذ سنوات.
ـ ما أريد أن أصل إليه في النهاية هو أنه لابد من تكريم وتقدير هؤلاء الأعضاء الأوفياء المخلصين، الذين بدعمهم ساهموا بنجاح الاحتراف وتعدد صفقات اللاعبين المحترفين السعوديين.
ـ أعلم أنه لايمكن تكريمهم علنياً لرفضهم في الأساس الظهور الإعلامي، لذلك أعتقد أن التكريم الأفضل والأمثل هو أن يتم قيد ما يقدمونه من دعم في حسابات رسمية داخل الأندية، بحيث يكون دعمهم بمثابة أسهم في ملكية النادي عند حضور الخصخصة مستقبلاً.
ـ التفكير بتحويل قيمة الدعم المالي للأعضاء لأسهم سيشجعهم ويشجع غيرهم للدعم، وهذا من شأنه أن يقلص الديون بل قد يحول الأندية إلى منشآت ربحية وهنا تكون الخطوة الأولى للخصخصة قد بدأت فعلياً.