القادمون من البرتغال
ـ عندما كان عبدالله الحافظ وصالح الشهري يحترفان في الدوري البرتغالي كانت الأخبار القادمة من هناك أو على الأقل المنشورة في إعلامنا مطمئنة للغاية، بل إنها كانت تؤكد تألق اللاعبين مع فريقيهما وأنهما محط أنظار كل الفرق البرتغالية.
ـ الشهري عاد لناديه الأصلي (الأهلي) والهلال استقطب الحافظ وبدأ اللاعبان مشوارهما مع فريقيهما في الدوري المحلي.
ـ الشهري يجلس على دكة البدلاء ويشارك حسب ظروف فريقه بينما الحافظ لعب أساسياً مع الهلال في المعسكر الإعدادي الخارجي لكنه بعد ذلك وجد نفسه يتحول للفريق الأولمبي ومعه زميله القادم أيضاً من البرتغال عبدالله عطيف.
ـ في تصوري أن أي مدرب في العالم لايمكن أن يستغني عن لاعب يملك القدرة على خدمة الفريق وبالتالي لا أعتقد أن المدرب بيريرا قد وضع الشهري على دكة البدلاء إلا لقناعته التامة بأنه لايملك القدرة على تمثيل الفريق أساسياً.
ـ الأمر ذاته في الهلال....لو كان لدى سامي الجابر قناعة فنية بقدرات الحافظ وعطيف لما أعادهما للفريق الأولمبي، وفي تصوري أن وجودهما مع الفريق الأولمبي الغرض منه أن يلعبا أساسيين ويراقبهما الجابر من أجل الاستعانة بهما متى شعر أنهما قادران على خدمة الفريق الأول.
ـ السؤال هنا: هل الشهري وعطيف والحافظ وبقية الوجوه السعودية الواعدة التي رحلت للبرتغال كانت بالفعل حاضرة ومتميزة فنياً هناك أم أن إعلامنا المحلي بالغ كثيراً في الحديث عنهم ووضعهم في إطار مبالغ فيه كان نتيجته خدعة فنية للأهلي والهلال؟
ـ أم أن هذا الثلاثي وبقية زملائهم هناك تألقوا بالفعل في البرتغال لأنهم عاشوا احترافاً حقيقياً وعندما عادوا هنا اندمجوا في أجواء الأندية المحلية البعيدة عن الاحتراف الحقيقي وبالتالي أصبحت النتيجة غياباً فنياً واضحاً للقادمين من البرتغال؟
ـ ما قدمه الثلاثي القادم من البرتغال (حتى الآن) غير مقنع إطلاقاً على الصعيد الفني ولن يخدم أبداً بقية زملائهم هناك متى فكروا في العودة للملاعب السعودية، إذ لا أتصور أن نادياً سعودياً سيقدم على التعاقد مع موهبة سعودية موجودة حالياً في البرتغال بعدما (فشل) الثلاثي الموجود حالياً في تقديم أنفسهم بشكل فني مقنع.
ـ أتمنى أن لايكون اللاعبون الشبان قد غادروا للبرتغال فقط تنفيذاً لتوجيهات وكلاء أعمالهم بحثاً عن مكاسب مالية دون مكاسب فنية.
ـ ولكي لا أصدر حكماً (فقط من خلال متابعة ورؤية نقدية) فإن الجواب الشافي لمبررات تواضع مستويات القادمين من البرتغال تأتي منهم أنفسهم ولعل تحقيقاً إعلامياً (مرئياً أو مكتوباً) مع الثلاثي الشهري وعطيف والحافظ من شأنه أن يضع النقاط على الحروف في هذا الموضوع.
ـ لاعبون سعوديون واعدون كثر متواجدون حالياً في أوروبا وتحديداً في البرتغال، ولكي نبني مستقبلهم الكروي بشكل إيجابي لابد من دراسة فنية متعمقة لحال زملائهم الذين عادوا، إذ إن نتائج هذه الدراسة من شأنها أن تحدد بشكل كبير ملامح المستقبل الكروي لمن مازالوا في أوروبا.