توزيع الجهد وتدوير اللاعبين
ـ رغم أنه لم ينقض من جولات دوري عبداللطيف جميل للمحترفين سوى 11 جولة (أي أقل من منتصف الدوري وأقل من ثلث مباريات الموسم)، إلا أن الإجهاد البدني (تمزق وشد في العضلات) بدأ يظهر على كثير من اللاعبين.
ـ المشوار طويل للغاية نحو نهاية الموسم ومن المفترض أن الأجهزة الفنية المتميزة تكون قادرة على توزيع الجهد البدني سواء من خلال تدوير اللاعبين أو من خلال الحصص التدريبية.
ـ الحصص التدريبية أعني بها تخفيف الأحمال التدريبية إلى جانب تكثيف حصص الجاكوزي والساونا من أجل تخفيف إرهاق العضلات والجسم بشكل عام.
ـ أما موضوع تدوير اللاعبين (وهو الأهم وموضوع المقالة) فيحتاج لاهتمام بالغ من قبل الأجهزة الفنية مع دعم كامل من قبل الإدارة والجماهير بحيث تتفهم هذه الأخيرة ضرورة تدوير اللاعبين.
ـ في إسبانيا على سبيل المثال نجد فرقاً كبيرة كبرشلونة وريال مدريد تشارك خلال الموسم في 3 بطولات فقط (الدوري وكأس الملك ودوري أبطال أوروبا) ومع ذلك تضع الأجهزة الفنية قبل بداية الموسم برنامجاً محدداً لتدوير اللاعبين في هذه البطولات دون إحداث أي خلل بأداء الفريق ونتائجه.
ـ التدوير بالطبع يتم عبر ترتيب البطولات من حيث الأهمية (مثلاً دوري الأبطال ثم الدوري المحلي وأخيراً كأس الملك) وهو ترتيب منطقي تتفهمه الجماهير بكل وعي وتقف خلف الأجهزة الفنية من خلال تدوير اللاعبين خلال المشاركات الثلاث.
ـ الوضع لدينا في السعودية يبدو أكثر تعقيداً فالفرق التي تشارك خارجياً يكون أمامها 4 مشاركات (المشاركة الخارجية والدوري المحلي وكأس خادم الحرمين وكأس ولي العهد).
ـ من المفترض أن يكون لدى الأجهزة الفنية المشرفة على تدريب الأندية السعودية الجرأة في تدوير اللاعبين وتوزيع جهدهم بين البطولات التي يشاركون فيها مع ضرورة تفهم ودعم من قبل إدارة النادي وجماهيره.
ـ توزيع الجهد يجب أن يتم من خلال تحديد أهمية البطولات ومدى مقدرة الفريق على المنافسة في هذه البطولة أو تلك وبالتالي التركيز على البطولات التي يكون لدى النادي طموح وإمكانية أكبر في المنافسة عليها أو حتى تحقيق مركز متقدم أو مطمئن فيها واستبعاد باقي البطولات وجعلها مسرحاً لتدوير اللاعبين.
ـ على سبيل المثال فريق كالاتحاد تراجعت أسهمه كثيراً في المنافسة على الدوري المحلي بينما أمامه مشاركة هامة في البطولة الآسيوية إلى جانب مشاركته في مسابقتي كأس خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، ومن هذا المنطلق من المفترض أن يبدأ الجهاز الفني بتدوير اللاعبين وإراحة العناصر الأساسية في بعض مباريات الدوري تجنباً لإجهادهم قبل خوض منافسات دوري أبطال آسيا أو كأس ولي العهد وخادم الحرمين الشريفين. أي أن يرتاح اللاعبون في بعض مباريات الدوري ويشاركوا في مباريات كأس ولي العهد لأن إمكانية تحقيقها واردة بحكم أنها مسابقة قصيرة النفس.
ـ فريق مثلاً كالتعاون ومن خلال عروضه المتميزة بات يملك فرصاً كبيرة لأن يحتل مركزاً متقدماً في الدوري يمنحه مقعداً آسيوياً بينما فرص تحقيق لقب كأس ولي العهد أو خادم الحرمين الشريفين تكاد تكون أقل وبالتالي من المفترض أن يكون تركيز الجهاز الفني على مباريات الدوري وأن تتفهم جماهير التعاون تدوير اللاعبين من قبل الجهاز الفني.
ـ الاتحاد والتعاون طرحتهما فقط على سبيل المثال إنما الحال تنطبق على بقية الفرق ولعلني أتذكر (إن لم تخن الذاكرة) أن مدربين كجيريتس وجاروليم وبرودوم طبقوا في مواسم سابقة فكرة تدوير اللاعبين بين مسابقات الموسم وكانت ناجحة للغاية، فهل نرى تدويراً للاعبين خلال هذا الموسم؟