التألق أعادهم وأظهرهم
ـ يتردد دوماً أن للفوز الف أب بينما للخسارة أب واحد في تعبير يعكس أنه عند الفوز يظهر كثيرون بينما عند الخسارة يختفون ليتحملها شخص واحد.
ـ من وجهة نظر شخصية لا أؤمن أن هذه المقولة (دوماً) صادقة بقدر ما أؤمن بأن الأداء الفني المتميز والنتائج الإيجابية من شأنها أن تقنع (المبتعدين) بالعودة والاقتراب و(المتحفظين) بأن يكشفوا ميولهم.
ـ بلغة شعبية دارجة أقول (الحي يحييك والميت يزيدك غبن)..هذه المقولة ربما تكون الأقرب لشرح حال الكثير من النصراويين في الوقت الحاضر.
ـ لا يمكن لعاقل مدرك متابع للكرة السعودية أن يتجاهل شعبية نادي النصر بل أن جماهير هذا النادي كانت ومازالت محل دراسة وتحر كونها حالة استثنائية إذ ظلت وفية ملتصقة بناديها رغم العثرات التي عانى منها والغياب الطويل عن منصات التتويج.
ـ شعبية النصر تضاعفت بشكل لافت للنظر منذ مطلع الثمانينيات الميلادية لوجود فريق ذهبي ضم ماجد عبدالله ويوسف خميس ومحيسن الجمعان والهريفي وغيرهم من نجوم ذلك الجيل الذهبي وزادت بشكل أكبر في التسعينيات.
ـ شعبية النصر لم تكن فقط من فئة المدرجات بل كانت على مستوى مثقفين ومفكرين وأساتذة جامعات كشفوا علناً عن ميولهم لأن النصر آنذاك كان فريقاً مشرفاً يجعل مناصريه يفاخرون بتشجيعهم له.
ـ ومع خفوت ضوء النصر وابتعاده عن البطولات والانجازات توارى أولئك المجاهرين بميولهم.قد لا يكونون بدلوا النصر بفريق آخر (إذ أن من شجع فريقاً كبيراً كالنصر سيكون من الصعب عليه استبداله) لكنهم أثروا الانطواء بعيداً عن عالم كرة القدم فعشقهم لم يعد مشرفاً.
ـ ومع نهاية الموسم الماضي وعندما بدأ النصر في استعادة عافيته ووصل بجدارة واستحقاق لنهائي كأس ولي العهد وخسر بصعوبة بركلات الترجيح عاد كثيرون ممن ابتعدوا واليوم وبعد تصدر النصر للدوري بجدارة زاد العائدون وكذلك هنالك شخصيات اجتماعية (كتاب اجتماعيون ومفكرون وفنانون) كشفت (لأول مرة) عن عشقها للنصر في تأكيد على أن الفريق القوي الممتع المقنع يجبر أنصاره على العودة كما يجبر آخرين عن كشف حقيقة ميولهم.
ـ كشف الشخصيات الاجتماعية المرموقة لميولها لم يكن ليحدث لولا تألق النصر وابداعاته وهذه لم تكن لتحدث لولا الجهود الكبيرة من قبل رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي الذي تحمل الكثير من أجل أن يعيد (بريق) النصر.
ـ الأمر لم يتوقف عند كشف تلك الشخصيات لميولهم الكروية أو عودتهم بعد انقطاع بل الأمر تعدى ذلك حتى وصل أن شخصيات لم تكن معروفة في الوسط الرياضي ظهرت ودعمت النصر بمبالغ كبيرة لأنها تأكدت أن النصر بالفعل بات على الطريق الصحيح وأن الإدارة والفريق بشكل عام بات يستحق الدعم المادي والمعنوي.
ـ النصر هنا أطرحه كمثال واقعي قد يتكرر مع كثير من أندية غابت فغابت جماهيرها أو شخصياتها الاجتماعية ولكي يعود هؤلاء لا بد أن تعود فرقهم بشخصية قوية مقنعة كما هو حال النصر اليوم.
ـ أكتب هذه المقالة ظهر الخميس أي قبل لقاء النصر والاتحاد ومهما كانت نتيجة المباراة (حتى لو خسر النصر) فإن وجهة نظري لن تتغير لأنني كتبتها عطفاً على حال النصر هذا الموسم بشكل عام وليس لنتيجة مباراة أو اثنتين.