الأهلي وفخ الملعب
قلت في أكثر من مناسبة إن فريق الأهلي (قد) يعاني كثيراً من إقامة المباريات على ملعبه خصوصاً مع تلك الفرق التي (تجيد) الدفاع المحكم، وهو ما حدث على أرض الواقع عندما فرض الرائد التعادل على الأهلي وألحق التعاون الخسارة الأولى بالأهلي.
ـ مساحة الملعب الصغيرة تساعد المدربين التوانسة والجزائريين كونهم يجيدون دفاع المنطقة والارتداد السريع وهو ما نجح فيه التعاون بشقيه الدفاعي والهجومي فكان الفوز تعاونياً ونجح الرائد بشقه الدفاعي فخرج بالتعادل.
ـ على الجانب الآخر الأهلي بمدربه الهجومي ولاعبيه الذين يجيدون اللعب في المساحات الواسعة وجدوا معاناة كبيرة في التعامل مع الرائد والتعاون وقد تتكرر المعاناة مع كل فريق يحكم الدفاع والهجوم المرتد.
ـ بعيداً عن أمور مساحة الملعب لايجب أن نغفل أحقية التعاون بالفوز عطفاً على مستوياته المتطورة التي يقدمها هذا الموسم ونتائجه الإيجابية، ولعل موقعه في سلم الترتيب خير ما يؤكد صحة كلامي.
ـ التعاون بدأ الموسم بداية جيدة لأنه احتفظ بمدربه القدير وتعاقد مع محترفين متميزين في مراكز يحتاجها الفريق بالفعل وشكل المحترفون الأجانب دعامة قوية لزملائهم السعوديين حتى بات للفريق شخصيته الفنية المتميزة وأسلوبه الفني الممتع ولا أتردد في القول إنني أستمتع كثيراً بأداء هذا الفريق المحترم.
ـ مدرب الأهلي من جهته لم يحترم ضيفه والدليل احتفاظه بأهم أوراقه على دكة البدلاء (برونو سيزار ويونس محمود) معتقداً أن اللقاء سيكون سهلاً ففضل الاحتفاظ بسيزار ويونس ربما لمباراة الشباب المقبلة (الأهلي خسر برونو أمام الشباب بسبب الإيقاف بالبطاقة الصفراء الثالثة).
ـ أؤكد أن عدم احترام مدرب الأهلي للتعاون كان من أهم أسباب الخسارة إلى جانب تخبطه الفني وتحديداً في جانب كثافة هجومية مبالغ فيها بحثاً عن التعادل.
ـ تسجيل الأهداف أو تعديل النتيجة أو قلبها ليس بالضرورة أن يحدث عبر عدد كبير من المهاجمين (وهو ما يفعله دوماً مدرب الأهلي) بقدر ما يأتي من خلال أساليب متنوعة لكسر أي تكتل دفاعي مقابل.
ـ عندما يتأخر الأهلي بهدف أو يعجز عن تسجيل هدف في مرمى ضيفه يبادر مدربه إلى سحب مدافعيه أو لاعبي محور الارتكاز ليزج بمهاجمين يتسببون بكثافة عددية لا تحقق المطلوب بل إن تلك التغييرات تكشف الخطوط الخلفية لفريق الأهلي، ولو أن الفرق التي تلاقي الأهلي تستثمر (اندفاع) مدرب الأهلي وتغييراته الهجومية (الاندفاعية) وتركز على الهجمات المرتدة لربما خسر الأهلي خسائر كبيرة.
ـ لكي يبقى الأهلي في المنافسة عليه أن يعود لملعب الشرائع لكي لا يمنح فرصة للفرق الأقل كفاءة فنية أن تدافع وعلى مدربه أن يلعب بواقعية وتوازن بعيداً عن الاندفاع الهجومي.
ـ أيضاً لابد من محترف أجنبي في محور الارتكاز أو قلب الدفاع لسد ثغرة العمق الدفاعي للفريق ولتنظيم الخطوط الخلفية للفريق التي تعاني من غياب تنظيمي واضح للغاية.