مباراة تكتيكية
ـ كل عشاق كرة القدم في السعودية والخليج والعالم العربي يترقبون الليلة لقاء الهلال والنصر ضمن منافسات دوري عبداللطيف جميل. ـ في المواسم العشرة الماضية كانت لقاءات الفريقين مجرد تنافس تقليدي للتاريخ بينما لقاء الليلة يختلف كثيراً إذ أنه يجمع بين المتصدر والوصيف وبينهما نقطة واحدة مثلما جمعهما لقاء نهائي كأس ولي العهد في الموسم الماضي.. ـ لقاءهما في نهائي كأس ولي العهد كان مثيراً وممتعاً لم يفك اشتباكه سوى ركلات الترجيح التي ابتسمت للهلال..يومها كان الهلال في أفضل حالاته بينما كان النصر يتعافى كثيراً. ـ الليلة الفريقان في كامل عافيتهما (مهما كانت الغيابات) ولولا أنهما بالفعل كذلك لما تبادلا صدارة الترتيب من جولة لأخرى. ـ لقاء الليلة هام جداً ليس للفريقين فقط بل ولبقية الفرق التي تأمل أن تلحق بركب الصدارة وتستعيد أمل المنافسة على لقب الدوري إذ أن فوز النصر أو حتى تعادله يبقي أبواب المنافسة لأكثر من فريق بينما فوز الهلال يوسع الفارق ويمنحه فرصة أكبر لتوسيع الفارق في الجولات المقبلة السهلة جداً أمام الشعلة والنهضة والفتح. ـ حسابياً المباراة مهمة للغاية وسيسعى كل فريق لكسب نقاطها.الهلال ليؤمن صدارته ويلعب أكثر ارتياحاً في الجولات المقبلة..والنصر يهمه الفوز لكي لا يذهب الهلال بعيداً عنه في صدارة الترتيب. ـ الحظوظ متساوية للغاية بين الفريقين نظير وجود عناصر قادرة على صنع الفارق إلى جانب مدربين خبيرين يملكان قدرة إدارة اللقاء ويعرف كل منهما الفريق المقابل حق المعرفة. ـ لا أتصور أن هناك ما يمكن إخفاؤه من قبل الجانبين فكل الأوراق مكشوفة إن كانت أوراق تفوق أو نقاط ضعف. ـ الهلال قوته في خط وسطه الهجومي (القادمون من الخلف) ويلعب ناصر الشمراني دوراً فاعلاً في (إشغال) مدافعي الفريق المنافس ليفتح العمق لزملائه القادمين من خط الوسط وتحديداً نيفيز في حين يلعب سالم الدوسري دوراً كبيراً على الطرف الأيمن بمساندة الظهير الهلالي الأيمن (البيشي أو الشهراني) وذلك للضغط على حسين عبدالغني ومنعه من النزعة الهجومية وهو ذات الأمر الذي سيقوم به نواف العابد بمساندة الظهير الأيسر (الزوري أو الشهراني) لإيقاف خالد الغامدي. ـ الضعف الهلالي الواضح للغاية يتمثل في عمق الفريق (محور الارتكاز وقلبي الدفاع) وهي منطقة تشغل بال مدرب الفريق سامي الجابر كثيراً. ـ النصر قوته في ظهيري جنبه (عبدالغني وخالد الغامدي) اللذان يجيدان إرسال الكرات العرضية الخطرة للغاية لرأسي الحربة (ايلتون وافرتون) أو السهلاوي بديلاً لأحدهما وسيشكل هذا الأسلوب خطراً على العمق الهلالي الذي يعانى كثيراً من الكرات العرضية. ـ نتمنى مباراة مثيرة وممتعة من الطرفين لكنني شخصياً أتوقع أن تفقد كثيراً من رونقها (الفني) بسبب القيود (التكتيكية) المتوقعة من قبل مدربي الفريقين. ـ لا أتوقع التعادل..الفوز سيكون لمصلحة المدرب الذي ينجح في إجادة قراءة منافسه بشرط أن ينضبط اللاعبون في تطبيق التكتيك المرسوم من قبل المدرب.فمهما كان المدرب عبقرياً يبقى عاجزاً عن تحقيق أهدافه ما لم يملك الأدوات التي تساعده داخل الملعب.