العرب والمونديال (40 عاماً)
في نهائيات كأس العالم التي أقيمت في ألمانيا 1974م (قبل 40 عاماً) لم يكن للعرب أي ظهور. إلا أنهم (أي العرب) تواجدوا في كل نسخ نهائيات كأس العالم التي تلت تلك النسخة ابتداءً من مونديال الأرجنتين 1978م وانتهاءً بمونديال جنوب أفريقيا 2010م. ـ الدول العربية التي تواجدت في نهائيات كأس العالم هي مصر وتونس والكويت والجزائر والعراق والمغرب والإمارات والسعودية. ـ اليوم وبعد 40 عاماً كاد العرب أن يغيبوا من جديد عن نهائيات كأس العالم لولا الفوز الحاسم للجزائر على بوركينافسو في آخر مباراة ضمن تصفيات القارة الأفريقية المؤهلة لمونديال البرازيل. ـ الجزائر حفظت ماء وجه العرب بتأهلها للنهائيات وعلينا اليوم أن نفرح بتأهل الجزائر لكن أيضاً علينا أن نكاشف أنفسنا ونتحاور حول مستقبل الكرة العربية بشكل عام.. ـ الخرائط الجغرافية فرضت علينا (حتى على مستوى الرياضة) أن نقسم العرب إلى قسمين عرب آسيا وعرب أفريقيا وبكل أسف فالعرب الآسيويين حالهم كحال العرب الأفارقة (كروياً) يأتون في الصفوف الخلفية. ـ إذا استثنينا الإنجاز الجزائري بالتأهل لمونديال البرازيل فإن الوضع الفني للعرب في القارتين سيئ للغاية والمؤشرات تنذر بأننا نسير نحو الأسوأ على صعيد منافساتنا مع غير العرب في آسيا وأفريقيا. ـ عندما نتحدث عن القارة الآسيوية فنستطيع القول إن منتخبات السعودية والكويت والبحرين وقطر والإمارات وعمان تأهلت رسمياً لنهائيات أمم آسيا 2015 في أستراليا، بينما للعراق والأردن حظوظاً كبيرة في التأهل (لاحظوا أننا نتحدث عن نهائيات القارة وليس نهائيات كأس العالم). ـ لكن علينا أن نكون واقعيين عندما نتحدث عن هذا التأهل للمنتخبات العربية ونقول إنه لم يكن تأهلاً لتطور الكرة العربية بل لضعف المنافسين القادمين من شرق آسيا ولولا التأهل الرسمي والاستبعاد من التصفيات لمنتخبات أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية لربما خسر العرب 4 مقاعد. ـ في أفريقيا الحال لا تختلف كثيراً فالمغرب خرج من سباق المونديال مبكراً ومصر وتونس خسرت خسائر مذلة أمام غانا والكاميرون ومن حسن حظ الجزائر أنها قابلت بوركينا فاسو الأقل فنياً من نيجيريا والكاميرون وغانا. ـ لن أطيل في طرح أسباب تقدم وتطور كرة القدم في آسيا وأفريقيا (غير العربية) وتخلفها في العالم العربي لأن الجميع يعلم أن الاحتراف هو السبب الرئيس وراء تقدمهم وتخلفنا. ـ عندما تتابع لقاء يجمع أحد المنتخبات العربية الأفريقية مع أحد المنتخبات غير العربية أيضاً في أفريقيا تعلم من خلال معلق المباراة أن جميع أو معظم لاعبي المنتخب (غير العربي) هم من المحترفين في أندية المقدمة في أوروبا (برشلونة وتشيلسي ومانشستر سيتي وغيرها) بينما لاعبو المنتخبات العربية إما يلعبون في الدوري المحلي أو محترفين في دول الخليج. ـ الأمر لا يختلف كثيراً في آسيا فلاعبو أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية محترفون في أوروبا بينما لاعبو الدول العربية محترفين في دول الخليج. ـ هل عرفتم الآن لماذا يتقدم غير العرب في آسيا وأفريقيا بينما يتأخر العرب كثيراً لدرجة أنهم قد يغيبون مستقبلاً عن نهائيات كأس العالم. ـ علينا أن ندرس ونعقد ورش عمل لمعرفة لماذا يحترف الأفارقة (غير العرب) في أندية المقدمة في أوروبا بينما اللاعبون العرب (أفارقة وآسيويون) يكتفون في اللعب في الدوري المحلي وإذا احترفوا فمنتهى طموحهم الاحتراف في دول الخليج. أو بمعنى أدق لا طلب عليهم في أوروبا.