نفرح ولكن دون مبالغة
من حق كل السعوديين أن يعيشوا فرحة التأهل لنهائيات أمم آسيا أستراليا 2019، ليس لأن التأهل يعد إنجازاً للمنتخب السعودي (فالطموح أكبر من ذلك بكثير) إنما (كسر) لحواجز الإخفاق والانكسارات التي حدثت للأخضر خلال السنوات القليلة الماضية حتى تراجع كثيراً في التصنيف العالمي.
ـ الفرحة كان مبالغاً فيها وتحديداً من قبل رئيس اتحاد الكرة لدرجة أنه راح يحضن آخرين في المقصورة الرئيسة متجاهلاً دبلوماسية المكان، خصوصاً عندما أدار ظهره (للضيف) رئيس اتحاد كرة القدم العراقي.
ـ قد نجد عذرالمبالغة في الفرح لرئيس اتحاد الكرة نظير الضغوط النفسية التي يعيشها كرئيس منتخب، لكن عندما ننتقده هنا إنما لأننا نتوقع منه ضرورة ضبط النفس والمشاعر في مثل هذه المواقف، إذ قد يقول قائل إذا كانت هذه هي الفرحة بالتأهل فكيف بتحقيق بطولة أمم آسيا أو التأهل لنهائيات كأس العالم؟
ـ أجدد القول إننا كسعوديين فرحنا كثيراً بالتأهل (أولاً) وبإعادة ثقة الشارع الرياضي في المنتخب (ثانياً) وتقدمنا (المتوقع) في التصنيف العالمي (ثالثاً).
ـ لكن لابد أن يكون للفرحة حدودها (المكانية والزمانية)، بحيث أن لاتتجاوز الأفراح ملعب المباراة من أجل عدم الإضرار بالآخرين سواء في الطرق أو الميادين العامة...أما الحدود الزمانية فهي انتهاء الأفراح بانتهاء مباراة العراق ومن ثم الالتفات لمباراة الصين بحثاً عن فوز جديد يعزز ثقة اللاعبين بأنفسهم وثقة جماهيرهم بهم ويتقدمون كثيراً في سلم التصنيف.
ـ أمر هام للغاية علينا أن نلتفت إليه بعد مباراة الصين وحتى موعد مباراة إندونيسيا في شهر مارس المقبل، وهو المستوى الفني للمنتخب، إذ إن الفوز على العراق والتأهل (الرسمي) لايجب أن يأخذنا في لحظة (فرح) عن حقيقة المستوى الفني الذي أراه ما زال غير مقنع وإن كان يتطور بشكل بطيء للغاية...الروح هي من حضرت في مباراة العراق أكثر من الحضور الفني.
ـ شخصياً أرى أن الأداء الفني للمنتخب مازال دون الطموحات، آخذاً بالاعتبار مكانة الكرة السعودية وحجم المواهب المتوافرة في ملاعبنا والاحتراف الذي يعيشه لاعبونا.
ـ قلت مراراً وتكراراً إن من أبرز عيوب المنتخب السعودي في تاريخه الطويل كثرة الدخول والخروج للقائمة ومنها وهذا يجعل المنتخب فاقداً هويته الفنية.
ـ أمر آخر أراه يحتاج للتوقف والتقييم من قبل الفنيين يتعلق بقناعات مدرب المنتخب كارو لوبيز وهي قناعات تثير التساؤل.
ـ من المنطق أو في الغالب أن يكون اللاعب المنضم أو(العائد) حديثاً للمنتخب على دكة البدلاء والأحق في اللعب هو من كان متواجداً في القائمة السابقة، لكن المدرب كارو لوبيز له رأي آخر، إذ أشرك محمد عيد أساسياً كبديل (للمصاب) كامل الموسى، وفي تصوري أن إشراك محمد عيد أساسياً (رغم ثقتنا الكبيرة فيه) كان فيه نوع من المخاطرة والضغط النفسي على اللاعب.
ـ أمر آخر فعله لوبيز يثير الاستغراب، في مباراة الذهاب في الأردن لعب بأحمد عسيري في محور الارتكاز ووضع غالب على دكة البدلاء وتحقق له الفوز ما يعني أن حساباته كانت صحيحة ليقدم لنا المفاجأة في الدمام ويضع غالب أساسياً ويعيد عسيري لدكة البدلاء، مع أن المنطق يقول إن هذه المباراة أهم بكثير كون التعادل فيها يعني التأهل ومع ذلك تخلى عن قناعاته التي طبقها في مباراة الأردن ثم عاد لها في الدقائق الأخيرة عندما أشرك عسيري في محور الارتكاز.
ـ شخصياً لاحظت أن كارو لوبيز يعتمد على رؤيته السابقة عن بعض اللاعبين وهذا أمر غير إيجابي على الإطلاق، فعلى سبيل المثال كان فهد المولد وسالم الدوسري خلال لقاء العراق بعيدين تماماً عن مستواهما الفني ومع ذلك ظل محتفظاً بهما للنهاية (أخرج سالم في الدقائق الأخيرة) مع أن مسار المباراة يقول إن المنتخب كان بحاجة لتكثيف وتفعيل منطقة الوسط التي سيطر عليها المنتخب العراقي منذ تسجيل ناصر الشمراني للهدف الثاني.
ـ في الختام أجدد القول بأن الفرحة حق مشروع لنا لكنها لايجب أن تأخذنا بعيداً عن سلبيات واضحة للغاية على أداء الأخضر.