نقطة تكفي الأخضر
الليلة يخوض المنتخب السعودي مباراة (التأهل الرسمي) لنهائيات كأس أمم آسيا أستراليا 2015. ـ وعندما أقول إنها مباراة التأهل فإنها بالفعل كذلك متى أراد السعوديون الحجز (الرسمي) للنهائيات بينما قد يدخل المنتخب السعودي في حسابات معقدة متى خسر لقاء الليلة. ـ فوز المنتخب السعودي أو تعادله يعني تأهله الرسمي للنهائيات عطفاً على ترتيب منتخبات المجموعة قبل لقاءات اليوم تاركاً الصراع على البطاقة الثانية لمنتخبي الصين والعراق بينما أن خسارة الأخضر تعني أن بطاقتي المجموعة باتت متاحة لثلاثة منتخبات هي السعودية والصين والعراق. ـ لن أتحدث عن الأمور الفنية فهناك متخصصون يملكون الخبرة والدراية والأدوات في هذا المجال لذلك أجدني متحدثاً عن أهمية تحقيق التأهل من خلال لقاء الليلة منعاً لأي حسابات صعبة قد تواجه الأخضر مستقبلاً. ـ صحيح أن التأهل للنهائيات ليس طموحاً لمنتخب حقق اللقب 3 مرات وتأهل لنهائيات كأس العالم 4 مرات لكن هذا الأمر بات من الماضي والتاريخ في حين أن (الحاضر) يقول إن الأخضر يعاني سواء من خلال موقع متأخر في التصنيف العالمي أو غياب طال عن البطولات والإنجازات. ـ علينا أن نعيش (واقعنا) اليوم بعيداً عن المكابرة وحديث الماضي والتاريخ ونقول إن التأهل نعم هو الطموح في هذه المرحلة من تاريخ منتخبنا ويجب أن يعي لاعبو الأخضر أن التأهل هو هدفهم وطموحهم (اليوم) وأن ينسوا التاريخ فالتاريخ لا يحقق نقاط المباريات. ـ النتائج لاتتحقق إلا بالعطاء داخل أرض الملعب واحترام المنافسين وإذا كان من استخدام للتاريخ في لقاء الليلة فهو بشكل (معنوي) من قبل الإدارة المشرفة على المنتخب بحيث تستخدم (التاريخ) لتحفيز اللاعبين لتحقيق مكتسب (الحاضر) وهو التأهل للنهائيات. ـ ما أعنيه هنا هو أن (النوم) على أمجاد الأمس ومكتسباته (في أي مجال كانت تلك الأمجاد والمكتسبات) لا يمكن أن تضعك (اليوم) في ذات المرتبة ما لم تملك الإحساس بالمسؤولية الكافية للمحافظة على أمجاد التاريخ ومكتسباته بل والسعي الحثيث لمضاعفته. ـ لا أعتقد أننا نعاني من نقص في المواهب ولا دعم مالي ولا بنية تحتية، فنحن من أغنى دول العالم ونملك كل مقومات التفوق إلى جانب أننا شعب شغوف للغاية بكرة القدم وهذا ساهم في إبراز مواهب متألقة قادرة على صنع الإنجازات. ـ ما ينقص منتخباتنا (من وجهة نظر شخصية) هو الاستراتيجية الواضحة وآلية الدخول للمنتخب والخروج منه وكيفية التصعيد بين المنتخبات بمختلف مراحلها.. وأخيراً إحساس اللاعبين بتاريخ الكرة السعودية آسيوياً وعالمياً. ـ مع فارق التشبيه..المنتخب البرازيلي لايغيب إطلاقاً عن المشهد الكروي عالمياً بسبب أن كل لاعب يرتدي شعار ذلك المنتخب يعلم جيداً أنه يدافع عن (تاريخ) و(مجد) و(إرث) كروي كبير ومن لايعي ذلك عليه أن يخلع قميص المنتخب البرازيلي وهذا ما نبحث عنه في منتخبنا السعودي.