ليلة اتحادية
قد تكون الليلة من أهم الليالي في (العصر الحديث) لنادي الاتحاد عندما تنعقد الجمعية العمومية وسط ظروف صعبة للغاية أدخلت هذا النادي العتيد نفقاً مظلماً لا يبدو في نهايته أي بصيص ضوء.. ـ إدارات اتحادية كثيرة مرت على هذا النادي كانت محل انقسام بين مؤيدين ومعارضين من شرفيين وجماهير لكن هذه الإدارة (تكاد) تكون (استثناءً) كونها تؤيد نفسها فقط بينما بقية الاتحاديين (معارضين) وبرحيلها مطالبين.. ـ لست اتحادياً ولا قريباً من البيت الاتحادي وبالتالي قد لا تكون رؤيتي دقيقة أو عاكسة بشكل تام لما يدور بين الأروقة وما أقوله هنا إنما يمثل (وجهة نظر) مراقب وناقد يتابع الأمور عن بعد.. ـ نتابع الأوضاع الاتحادية من خلال عطاء فريق في ملعب وديون متراكمة وتوترات (شرفية ـ إدارية) و(جماهيرية ـ إدارية) جعلتني شخصياً لا أحسد هذه الإدارة على ما هي فيه اليوم لكن في ذات الوقت أسأل نفسي لماذا أوصلت هذه الإدارة نفسها لهذه الحال ولماذا كانت تعمل (منفردة) في (انعزالية) تامة عن كل ما هو اتحادي.. ـ لا يمكن لإدارة أي ناد سعودي أن تعيش بعزلة عن شرفييها (كلهم أو بعضهم) ولا جماهيرها (بعضهم أو كلهم) سواء مادياً أو معنوياً خصوصاً أن الأندية السعودية تعتمد في أمورها المالية على ثلاثة أمور (منفردة أو مجتمعة) وهي الرعاية (الشريك الإستراتيجي) أو هبات وتبرعات أعضاء الشرف (ولو بعضاً منهم) وأخيراً قدرة الرئيس وحده أو مع بقية أعضاء مجلس الإدارة على تمويل متطلبات النادي.. ـ في تصوري أن الإدارة الاتحادية عجزت عن تحقيق هذه الموارد المالية الثلاثة (مجتمعة أو منفردة) وإن كانت حاولت في المورد الأخير وهو التمويل الذاتي من قبل الرئيس وأعضاء مجلس الإدارة إلا أن وضعهم المالي في النهاية لا يمكن أن يفي بحاجة النادي.. ـ عجز هذه الإدارة عن توفير السيولة المالية أثر كثيراً بل ربما (عطل) قدرتها الفكرية إذ أن الفكر وحده لا يمكن أن يقدم شيئاً بينما المال قد يساعد في توفير عقليات إدارية خبيرة.. ـ وفي ظل غياب الفكر والمال كان لا بد أن يتعثر نادي الاتحاد وأن تنعزل هذه الإدارة وتعيش أجواءً لا تسر الاتحاديين بل حتى غير الاتحاديين.. ـ الليلة والجمعية العمومية الاتحادية تنعقد ليس أمام هذه الإدارة سوى أمرين لا ثالث لهما.. إما تقديم ما يثبت قدرتها على تسيير الأمور في الفترة المقبلة دون المزيد من الديون أو الاعتذار عن عدم مواصلة المشوار مع تأكيدي على أن سحب الثقة (نظاماً) هو بيد الجمعية العمومية ولا أحد غيرها إذا كنا نؤمن بالفعل بنظامية العمل.. ـ وفي حال رحيل الإدارة الحالية (ومن أجل وضع حل جذري لديون الاتحاد) فلا بد أن تقدم الإدارة (البديلة) شيكات مصدقة تضمن بالفعل حل المشكلة وهذا من شأنه إجبار الإدارة الحالية (أمام الجمعية العمومية) على الرحيل.. لأن عدم تقديم مثل هذه الشيكات (قد) يعني رحيل إدارة وقدوم إدارة جديدة تضاعف الديون والمشاكل.. ـ كل الأماني بأن ينجح الاتحاديون في (التوافق) والتلاحم و (الاتحاد) من أجل هذا الكيان العريق وأن تزدان الليلة الاتحادية بسطوع (نور) قمر يضيء طريق هذا الكيان ويساعده على تخطي ظلام المرحلة الماضية.