رؤية وليست حسماً
عاتبني أحد الأصدقاء (بالمناسبة هو هلالي الميول) على مقالتي ليوم الجمعة التي كتبتها تحت عنوان (انتقلت الصدارة وربما البطولة). قال صديقي: أعتقد أنك تسرعت وأبعدت النصر عن بطولة الدوري فالدوري ما زال طويلاً. ـ قلت له لم (أحسم) بالبطولة للهلال بقدر ما طرحت وجهة نظري حسب معطيات أراها أمامي مع إيماني التام بأن كرة القدم تقبل كل الاحتمالات. ـ ما قلته باختصار هو أن لقاء الهلال والنصر المقبل تحولت موازينه (النفسية) ضد النصر بعد أن كانت ضد الهلال. ـ خسارة النصر لو حدثت أمام الهلال مع بقاء مواجهاته القوية أمام الاتحاد والشباب والتعاون بينما للهلال مواجهات (شبه) مضمونة أمام النهضة والشعلة والفتح هو ما دفعني بالقول إن الفارق النقطي في نهاية الدور الأول قد يرتفع إلى 7 نقاط وربما أكثر بشرط خسارة النصر أمام الهلال. ـ بينما لو خسر الهلال أمام النصر فالوضع أقل ضرراً بكثير وسيكون الهلال قادراً على العودة لأنه سيخوض مواجهات سهلة في حين أن النصر سيلعب مواجهات صعبة وبالتالي يبقى السباق قائماً على الصدارة مع حظوظ كبيرة للأهلي في الاقتراب من الصدارة إذا تعادل النصر والهلال. ـ ولعل ما يزيد توقعي أن الهلال الأقرب لحسم الصدارة هو أن أحواله في فترة التوقف أفضل بكثير من أحوال النصر وبالتالي سيكون الهلال أكثر جاهزية ومن ثم حضوراً في اللقاء المقبل. ـ النصر يغيب عنه 7 لاعبين انضموا للمنتخب الأول 6 منهم أساسيين خلاف غياب أيمن فتيني وعبدالله الشمري وخالد الزيلعي المنضمين للمنتخب الأولمبي إلى جانب إصابة إلتون وايفرتون، أي أن تدريبات النصر ستشهد خلال فترة التوقف غياب 12 لاعباً يشكلون ركائز التدريبات والمناورات اليومية ما يعني أن كارينيو لن يجد خلال فترة التوقف إلا لاعبين أو ثلاثة ممن سيعتمد عليهم في لقاء الهلال المقبل. ـ صحيح أن الهلال سيفتقد 5 عناصر أساسية لكن النصر ظروفه أصعب بكثير لدرجة أن حتى اللقاءات التجريبية التي قد يخوضها النصر لن تكون مجدية وذات مردود فني لمباراة الهلال وإن كانت مفيدة لتجهيز البدلاء لبقية الموسم. ـ أجدد القول بأن هذه مجرد رؤية شخصية تقبل كل الاحتمالات خصوصاً أن هناك من يرى أن النصر قد تحرر لاعبوه من ضغط الصدارة وهذا ربما يكون عاملاً معنوياً مساعداً. ـ أمر آخر أراه محتملاً يتمثل في أن تستفيد الأندية الأخرى وتحديداً الأهلي من (صراع) الثنائية بين النصر والهلال ويأتي ليخطف الصدارة قبل نهاية الدور الأول. ـ فرق لديها القدرات الفنية (كالاتحاد) وأخرى لديها الفنية والمالية (كالشباب) قادرة على الانضمام للأهلي سواء بعد فترة التوقف أو بعد الفترة الشتوية لتشكل ضغطاً كبيراً على الصدارة سواء كانت هلالية أو نصراوية. ـ هذا جمال ومتعة كرة القدم كل شيء فيها ممكن.