محترف يستحق التكريم
وسط تلاطم التصريحات والاتهامات التي يعيشها وسطنا الرياضي، يبقى هناك بصيص من أمل الروح الرياضية التي ننشدها جميعاً. ـ لا أعتقد أن يختلف اثنان على أن تنافسنا الرياضي بات خارج الملعب، وأن الروح الرياضية (بكل أسف) باتت تغيب في كثير من المشاهد وسط تقاذف وتنابذ إعلامي أو استخدام سييء للغاية لقنوات التواصل الاجتماعي. ـ نتألم عندما يقول من هو داخل الوسط الرياضي أو حتى خارجه إن هذا الوسط لم يعد يشرف من ينضم إليه بسبب التشنج الذي يسوده والأخلاق المتردية بين (بعض) المنتسبين إليه. ـ بات الصوت العالي البذيء هو الأقوى والحاضر في المشهد، إلى جانب أن أي قضية (لا أخلاقية) أو رأي متشنج متعصب هي الصورة الحاضرة في المجتمع الرياضي إعلامياً وتنال مساحات واسعة من التغطية بين باحث عن إثارة، لايهمه تفكك مجتمع وبين من نحسن النية في أن تناوله للقضية من باب الإصلاح ونبذ هذه الصورة البذيئة. ـ وبين هذا وذاك أصبحنا ننظر نحو النصف الفارغ من الكوب (الوجه القاتم لوسطنا الرياضي) ونهتم بهن ربما لأننا لانرى أو لانأمل في النصف الممتلئ أن يكون هو السائد مستقبلاً. ـ في لقاء الاتحاد والنهضة كانت هناك صورة جميلة أدخلت في نفسي الفرح وأعادت لي الأمل بأن هناك في وسطنا الرياضي من يجعلك تتأمل وجهاً أبيضاً للتنافس الرياضي. ـ ربما كثيرون تابعوا ذلك الخطأ الذي حدث من حارس مرمى النهضة تيسير آل نتيف، عندما احتفظ بالكرة لأكثر من 6 ثوان ليحتسب الحكم عبدالعزيز الفنيطل خطأ قانونياً ضده. ـ ما حدث هو أن المحترف البرازيلي بفريق الاتحاد (جبسون) كان يربط حذاء آل نتيف وهذا الأخير ممسك بالكرة فحدث الخطأ، وكان لابد لحكم المباراة أن يطبق القانون ويحتسبه. ـ الروح الرياضية العالية التي تستحق الإشارة وكذلك الإشادة بل والتوقف عندها وإبرازها تمثلت بتصرف رائع من قبل المحترف البرازيلي بفريق الاتحاد (ليو) عندما (تعمد) تسديد الكرة خارج الملعب رغم أن فريقه كان متأخراً وكان بإمكانه استثمار الخطأ داخل منطقة الجزاء لتسجيل هدف التعادل وهو اللاعب المعروف بإجادته لتنفيذ الكرات الثابتة. ـ تصرف ليو البرازيلي يعد أمراً حضارياً يستحق التصفيق بل والتقدير والتكريم، وأتمنى من رابطة دوري المحترفين (تفعيلاً لدورها في نشر الروح الرياضية في الدوري) أن تمنح هذا المحترف مكافأة مالية لتمتعه بروح رياضية عالية أصبحنا نبحث عنها في وسطنا الكروي. ـ الرياضة تنافس شريف وروح وأخلاق قبل أن تكون فوزاً وخسارة أو شتماً وبذاءة، ما جسده البرازيلي ليو هو النصف الممتلئ الذي نتمنى أن يزداد في وسطنا الرياضي.. شكراً ليو.